عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-2010, 02:54 PM   رقم المشاركة : 1
كوكب دري
مـراقـب عـام
 
الصورة الرمزية كوكب دري







كوكب دري غير متواجد حالياً

افتراضي تصفية القلب والعقل من الذنوب

السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين


اهتموا بتهذيب النفس لسببين:
الأول: لأنها أمور اهتم بها الله والرسول ونهيا عنها, وقد ورد الوعد بالعذاب عليها وتحذير المسلمين منها وواجب كل مسلم أن يوصل الآخرين ما بيّنه الله ورسوله كما يقول سبحانه في القرآن الكريم: " إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ". البقرة 159.
الثاني: لأن أكثر المسلمين يظنون أن هذه الأمور هي فقط رذائل أخلاقية وإزالتها والتخلص منها ممدوح عقلاً ومستحسن عرفاً, غافلين عن أنها بالإضافة إلى حكم العقل هي مورد للحكم الشرعي, ويترتب عليها استحقاق الثواب والعقاب, وهي تؤدي بكل شخص وجدت فيه إلى دركات الجحيم كما أن كل من تخلص منها وتحلى بأضدادها التي هي الفضائل يفوز بدرجات الجنان العالية.


الذنوب التي محلها القلب, أليست حراماً؟
بعض أهل العلم عندما يقال له هذه الأمور حرام شرعاً وذنب يوجب العقاب يقول: ما دامت لم تصل إلى مرحلة العمل فلا عقاب عليها ومجرد كون هذه الأمور في القلب وما دام الإنسان لم يرتكب ذنباً بجوارحه فلا شيء عليه... غافلاً عن أن الذنب الذي لا يترتب عليه شيء ما لم يقترن بعمل خارجي هو خطور الذنب الذي هو من عمل الجوارح ( خطوره في الذهن ) كشرب الخمر والقمار والزنا, أما الأمور التي محلها أصلاً باطن الإنسان فقط, مثل سوء الظن, أو العجب أو الحقد, فإن مجرد كونها في القلب, واستمرار بقائها ذنب, ويجب على الإنسان في كل لحظة أن يبعدها عن قلبه.
وتكرار هذا المعنى سببه تأكيد أهمية الإهتمام بالذنوب القلبية التي هي الرذائل الأخلاقية, الواجب عقلاً وشرعاً التطهر منها, وهذه التزكية وهذا التهذيب هما هدف بعثة الأنبياء, كما قال تعالى في سورة الجمعة 2: " ويزكيهم " وفي سورة الشمس وبعد القسم ثمانية مرات يقول تعالى: " قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ".

القلب الملوث لا يتحقق منه قصد القربة:
ونقول أيضاً إن جميع العبادات الشرعية من واجبات ومستحبات شرط صحتها قصد القربة أي أن يأتي بها الإنسان بهدف الوصول إلى القرب الإلهي, وقد قلنا سابقاً إن هذه الرذائل والأدران لا تتناسب مع القرب من الله سبحانه, أي لا يصل الإنسان إلى مقام القرب ما دامت فيه, وسوف لن تنفعه عبادته, مثلاً: الشخص المبتلى بمرض العجب كل عبادة يؤديها بنية القربة إلى الله هي في الحقيقة تبعده عن الله وتقربه إلى نفسه لأنه ما دام لم يعرف نفسه فلن يعرف ربه, وما دام يرى نفسه فقط, فلن يمكنه أن يرى الله ( ببصيرته ), وكذلكالشخص المرائي فإنه وإن كان عندما يأتي بعمل ينوي القربة, فإن عمله يقربه في الحقيقة إلى الخلق لا إلى الخالق, لأن هذا هدفه الحقيقي...
وكذلك الشخص البعيد عن الله سبحانه بُعد الأرض عن السماء بسبب مرض قسوة القلب, هل يرجى له ما دام على هذه الحال أن تقربه أعماله إلى الله أو الشخص الملوّث قلبه بالحقد أو الحسد أو الطافح قلبه بحب الدنيا وكل همه الإنتقام أو إذلال المحسود أو القرب من أهوائه والوصول إليها, فما دام هكذا هل تنفعه عبادته - التي يؤديها قربةً إلى الله - في مجال حصوله على القرب الحقيقي.صحيح أنه يقول " قربةً إلى الله " أو يخطر ذلك بباله, ولكن هدفه الحقيقي شيء آخر والنية الصادقة غير متوفرة فيه.




مقتطفات من كتاب القلبُ السَّليم للسَّيّد عَبْد الحُسَيْن دَسْتغيْب
وفقكم الله تعالى ببركة وسداد اهل البيت عليهم السلام
(يا علي يا علي يا علي (33))







التوقيع


اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين الاشراف و عجل فرجهم ياكريم
اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين الاشراف و عجل فرجهم ياكريم
اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين الاشراف و عجل فرجهم ياكريم

  رد مع اقتباس