بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تأخير الإستجابة موجب القرب :
أحيانا بسبب التأخير في الإجابة يحصل العبد على خيرات كثيرة ، ذلك أن الدعاء هو من اكبر العبادات ، والإستمرار عليه موجب لزيادة قرب العبد من ربه .
ولذلك فإنه ذوي العناية واللطف الإلهي تتأخر استجابة دعائهم أكثر .
يقول العلامة المجلسي في حياة القلوب :
( روي بسند صحيح عن الإمام محمد الباقر عليه السلام أن إبراهيم الخليل كان يدور في الصحراء والمدن ليعتبر بمخلوقات الله ، ويوما ما رأى شخصا مشغولا بالصلاة ، مرتفعا صوته إلى السماء وسرواله من الشعر.
تعجب إبراهيم عليه السلام من صلاته ، وجلس قريب منه حتى يفرغ من صلاته ، فقال له إبراهيم : لقد أعجبني عملك ، وأحببت أن اكون رفيقا لك ، أخبرني عن منزلك لآتيك متى أحببت .
فقال : إنك لاتستطيع أن تأتي منزلي ، لأنه وسط بحر لاتستطيع عبوره .
فقال إبراهيم عليه السلام : وكيف تعبر أنت ؟
فقال : إنني امشي على الماء .
قال إبراهيم عليه السلام : الله الذي أمكنك من عبور الماء يستطيع أن يسخره لي ، قم لنذهب ونكون معا هذه الليلة .
فلما وصلا إلى الماء قال ذلك الرجل : بسم الله وعبر الماء .
وقال إبراهيم عليه السلام بسم الله وعبر الماء ، فتعجب ذلك الرجل حتى وصلا إلى المنزل .
فسأله إبراهيم عليه السلام : أي يوم هو أصعب الأيام ؟
فقال العابد : يوم يجازي الله عباده على أعمالهم ؟
فقال إبراهيم عليه السلام : تعال ندعوا حتى يحفظنا الله من شر ّلك اليوم ، وفي رواية أخرى ( تعال ندعو لذنوب المؤمنين )
فقال العابد : لا أدعو ، لأني سألت الله حاجة ثلاث سنوات فلم يقضها لي ، ولا أسأل الله حاجة بعدها ما لم يقضها لي .
فقال إبراهيم عليه السلام : متى أحب الله عبده حبس دعاءه ، ليناجيه ويطلب منه ، ومتى عرف الله عداوة العبد استجاب دعاءه سريعا ، أو قذف في قلبه اليأس حتى لايدعوه . ثم سأل العابد ماكانت حاجتك؟
فقال : يوما في المكان الذي كنت أصلي فرأيت طفل في غاية الحسن والجمال ، حتى ليسطع النور من جبينه ، يرعى بضعة أبقار ، ومعه بضعة أغنام . فسألته من أين هذه الأغنام؟
فقال مني .
قلت له من أنت ؟
فقال : إسماعيل بن إبراهيم خليل الله .
فدعوت وسألت الله تعالى أن يريني خليله إبراهيم .
فقال إبراهيم عليه السلام أجيب دعاؤك أنا إبراهيم ؟. ففرح العبد وضع يده في عنق إبراهيم عليه السلام وقبله وشكر الله . ثم دعيا معا للمؤمنين والمؤمنات .
مقتطفات من كتاب الذنوب الكبيرة للسيد دستغيب ج1
وفقكم المولى لكل خيير ببركة وسداد محمد وآل محمد عليهم السلام