بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها عدد ما أحاط به علمك، وأحصاه كتابك
(56)
أذان بلال
روي أنّه لمّا قبض النبي (صلى الله عليه وآله) امتنع بلال من الأذان، قال: لا أوذّن لأحد بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإن فاطمة (عليها السلام) قالت ذات يوم: إنّي أشتهي أن أسمع صوت مؤذّن أبي (صلى الله عليه وآله) بالأذان، فبلغ ذلك بلالاً، فأخذ في الأذان، فلمّا قال: الله أكبر، الله أكبر، ذكرت أباها وأيّامه، فلم تتمالك من البكاء، فلمّا بلغ إلى قوله: أشهد أنّ محمدّاً رسول الله شهقت فاطمة (عليها السلام) وسقطت لوجهها وغشي عليها، فقال الناس لبلال: أمسك يا بلال، فقد فارقت ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) الدنيا، وظنّوا أنّها ماتت، فقطع أذانه ولم يتمّه، فافاقت فاطمة (عليها السلام) وسألته أن يكمل الأذان، فلم يفعل، وقال لها: يا سيّدة النسوان، إنّي أخشى عليك ممّا تنزلينه بنفسك إذا سمعت صوتي بالأذان، فأعفته عن ذلك.
اللهم أحينا حياة الزهراء (عليها السلام)، وأمتنا ممات الزهراء (عليها السلام)، واحشرنا مع الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها بحق محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين