عرض مشاركة واحدة
قديم 08-01-2010, 10:35 AM   رقم المشاركة : 47
نور القائم (عج)
مـراقـبة عامة ( شؤون إدارية )
 
الصورة الرمزية نور القائم (عج)








نور القائم (عج) غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قصص وعبر من حياة مولاتنا الزهراء ع ،، متجدد

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها عدد ما أحاط به علمك، وأحصاه كتابك
(58)
قصة فدك
فدك قرية بالحجاز، بينها وبين المدينة يومان، وقيل ثلاثة، أفاءها الله تعالى على رسوله (صلى الله عليه وآله) صلحاً، فيها عيم فوّارة ونخل، وقد كانت ملكاً لرسول الله (صلى الله عليه وآله) خالصة، لأنها لم يوجب عليها بخيل ولا ركاب، وقد أعطاها ابنته الزهراء (عليها السلام) فكانت بيدها في عهده (صلى الله عليه وآله)، وروي إنّه (صلى الله عليه وآله) قال لفاطمة (عليها السلام): قد كان لأمّك خديجة على أبيك محمد (صلى الله عليه وآله) مهراً، وأنّ أباك قد جعلها لك بذلك، وانحلتكها تكون لك ولولدك بعدك، وكتب كتاب النحلة عليّ (عليه السلام) في أديم، وشهد (عليه السلام) ذلك وأمّ أيمن ومولى لرسول الله (صلى الله عليه وآله).
وجاء في الأخبار كما في رواية الشيخ عبد الله بن حمّاد الأنصاري –أن واردها- أربعة وعشرون ألف دينار في كلّ سنة، وفي رواية غيره سبعون ألف دينار، وجاء في نهج البلاغة من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) في أمر فدك قال (عليه السلام): بلى كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلّته السماء فشحّت عليها نفوس قوم، وسخت عنها نفوس قوم آخرين، ونعم الحكم لله وما أصنع بفدك وغير فدك، والنفس مظانّها في غدٍ جدث، تنقطع في ظلمته آثارها وتغيب أخبارها.
وقد ذكر التاريخ أنّ هارون الرشيد طلب يوماً من موسى بن جعفر (عليه السلام) أن يحدد فدك ليعيدها إليهم فأجابه (عليه السلام) ((لست بفاعل هذا)) فانصرف عن الجواب، فأصر عليه هارون الرشيد فأشار الإمام إلى حدودها، حدها الأول عدن، وحدها الثاني سمرقند، وحدها الثالث افريقيا وحدها الرابع مناطق ارمينيا وبحر الخزر.
فتغير لون الرشيد وقال بعصبية: ((قل جميع ممالك الاسلام فدك))، ويتضح من هذا بأنّ لفدك أهمية كبرى وقد علم أعداء أهل البيت (عليهم السلام) بأنّه لو صارت فدك إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وتدر عليه هذه الخيرات لالتف حوله طلاب الدنيا وستكون مكانتهم في خطر لذا قرروا اغتصابها من عترة الإمامة وقطع شريان الحياتي عنهم.
يقول العلامة المجلسي (أعلى الله مقامه):
بعد سقوط قلاع خيبر على يد الإمام علي (عليه السلام) ووهب اليهود فدك إلى النبي (صلى الله عليه وآله) نزل جبرئيل (عليه السلام) وقرأ الآية الكريمة: ﴿وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولاتبذر تبذيرا.
فسأل النبي (صلى الله عليه وآله) عن ذي القربى وعن حقهم، فقال جبرئيل (عليه السلام):
ذي قرباك فاطمة (عليها السلام) وحقها فدك وهي تعويضاً لأموال أمها خديجة التي صُرفت في صدر الإسلام في سبيل الدين، فأعطى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدك إلى فاطمة لكي تكون لها ولذرّيتها.
وبعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وتنصيب أبو بكر خليفة في سقيفة بني ساعدة، اشار عمر بن الخطاب على أبي بكر بأخذ فدك من الزهراء (عليها السلام)، نظراً لما تدرّه من ريع ممكن أن يؤدي إلى تقوية المعارضين لقرارات السقيفة، ففعل أبو بكر ذلك.
فجاءت فاطمة الزهراء (عليها السلام) إلى أبي بكر ثمّ قالت: لِمَ تمنعني ميراثي من أبي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأخرجت وكيلي من فدك، وقد جعلها لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) بامر الله تعالى؟
فقال: هاتي على ذلك بشهود، فجاءت بأمّ أيمن، فقالت له أمّ أيمن: لا أشهد يا أبا بكر حتى أحتج عليك بما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنشدك بالله ألست تعلم أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ((أم أيمن امرأة من أهل الجنة)).
فقال: بلى.
قالت: ((فاشهد: أنّ الله عزّ وجلّ أوحى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله): ﴿فآت ذا القربى حقّه﴾ فجعل فدكاً لها طعمة بأمر الله.
فجاء علي (عليه السلام) فشهد بمثل ذلك، فكتب لها كتاباً ودفعه إليها، فدخل عمر فقال: ما هذا الكتاب؟ فقال: إنّ فاطمة (عليها السلام) ادعت في فدك، وشهدت لها أم أيمن وعلي (عليه السلام)، فكتبته لها، فأخذ عمر الكتاب من فاطمة فتفل فيه ومزّقه، فخرجت فاطمة (عليها السلام) تبكي.
قالت عائشة: أن فاطمة (عليها السلام) بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة (عليها السلام) منها شيئاً.
فوجدت فاطمة (عليها السلام) على أبي بكر في ذلك، فهجرته، فلم تكلّمه حتى توفيت، وعاشت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ستّة أشهر، فلمّا توفيت دفنها زوجها علي (عليه السلام) ليلاً، ولم يؤذن بها أبا بكر، وصلّى عليها عليّ (عليه السلام).
وفي راوية، إنّها (عليها السلام) قالت له: يا أبا بكر أترثك بناتك، ولا ترث رسول الله (صلى الله عليه وآله) بناتُه؟
فقال لها: هو ذاك.
وفي أخرى، إنها (عليها السلام) قالت له: من يرثك إذا مُتَّ ؟
قال: ولدي وأهلي.
قالت: فما لك ترث رسول الله (صلى عليه وآله) دوننا؟
قال: يا بنت رسول الله! ما ورِثتُ أباك داراً ولا مالاً ولا ذهباً ولا فضة.
قالت: بلى، سهم الله الذي جعله لنا، وصافيتنا التي بفدك.
فقال أبو بكر: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: إنّما هي طُعمة أطمعنا الله، فإذا متُ كانت بين المسلمين.
وفي رابعة، إنّها قالت (عليها السلام): إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أعطاني فدك.
فقال لها: هل لك على هذا بيّنة؟
فجاءت بعليّ (عليه السلام) فشهد لها، ثمّ جاءت بأمّ أيمن فقالت: أليس تشهد أنّي من أهل الجنّة؟
قال: بلى.
قالت: فأشهد أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) أعطاها فّدك.
فقال أبو بكر: فبرجل وامرأة تستحقينها أو تستحقين بها القضية.
وفي رواية خامسة – كما عن أبي جعفر (الباقر) (عليه السلام) قال: قال عليّ (عليه السلام) لفاطمة (عليها السلام): انطلقي فاطلبي ميراثك من أبيك رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فجاءت إلى أبي بكر، فقالت: أعطني من أبي رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟
(قال): قال: النبي (صلى الله عليه وآله) لا يورث.
فقالت: ألم يرث سليمان داود؟
فغضب وقال: النبي (صلى الله عليه وآله) لا يورث.
فقالت (عليها السلام): ألم يقل زكريا: ﴿فهب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب﴾.
فقال: النبي (صلى الله عليه وآله) لا يورث.
فقالت (عليها السلام): ألم يقل: ﴿يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين﴾.
فقال: النبي لا يورث.
وفي رواية سليم بن قيس عن ابن عياش في حديث له ... قال: ثم إن فاطمة (عليها السلام) بلغها أن أبا بكر قبض فدكاً فخرجت في نساء بني هاشم حتى دخلت على أبي بكر، فقالت: يا أبا بكر تريد أن تأخذ مني أرضاً جعلها لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتصدق بها عليَّ من الوجيف الذي لم يُوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب؟
أما كان قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): المرءُ يُحفظ في ولده؟ وقد علمت أنه (صلى الله عليه وآله) لم يترك لولده شيئاً غيرها؟!
فلما سمع أبو بكر مقالتها والنسوة معها دعى بدواة ليكتب به لها، فدخل عمر، فقال: يا خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا تكتب لها حتى تقيم البينة بما تدعي؟!
فقال فاطمة (عليها السلام): نعم، أقيم البينة.
قال: من؟
قالت: علي وأم ايمن.
فقال عمر: ولا تقبل شهادة امرأة أعجمية لاتُفصح، وأما علي فيجر النار غلى قرصه؟!
فرجعت فاطمة (عليها السلام) وقد دخلها من الغيظ ما لا يوصف.
وفي رواية الثقفي قال: جاءت فاطمة (عليها السلام) إلى أبي بكر فقالت: إن أبي أعطاني فدك، وعلي يشهد لي وأم أيمن.
قال: ما كنت لتقولين على أبيك إلا الحق، قد أعطيتكها، ودعى بصحيفة من أدم فكتب لها فيها.
فخرجت فلقيت عمر، فقال: من أين جئت يا فاطمة؟
قالت: جئت من عند أبي بكر، أخبرته أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أعطاني فدك وأن علياً وأم أيمن يشهدان لي بذلك فأعطانيها وكتب بها لي، فأخذ عمر منها الكتاب، ثمّ رجع إلى أبي بكر فقال: أعطيت فاطمة فدك وكتبت بها لها؟
قال: نعم.
فقال: إن علياً يجر إلى نفسه وأم أيمن امراة!! وبصق في الكتاب فمحاه وخرقه.
وذكر ابن قتيبة خبر دخول الشيخين على فاطمة (عليها السلام) وذلك بعد تفاقم الأمر، قال: فقال عمر لابي بكر: انطلق بنا إلى فاطمة (عليها السلام) فإنّا قد أغضبناها، فانطلقا جميعاً، فاستأذنا على فاطمة (عليها السلام) فلم تأذن لهما، فأتيا عليّاً فكلّماه، فأدخلهما عليها، فلما قعدا عندها، حوّلت وجهها إلى الحائط! فسلّما فلم ترد عليهما السلام.
فتكلّم أبو بكر فقال: يا حبيبة رسول الله، والله إنَّ قرابة رسول الله أحبّ إليَّ من قرابتي وإنّك لأحبّ إليَّ من عائشة ابنتي، ولوددت يوم مات أبوك أني مت، ولا أبقى بعده، أفتراني أعرفك وأعرف فضلك وشرفك وأمنعك حقّك وميراثك من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إلا أنّي سمعت أباك رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لا نورث، ما تركناه فهو صدقة.
فقالت: أرايتكما إن حدّثتكما حديثاً عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) تعرفانه وتفعلان به؟
قالا: نعم.
فقالت: نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: رضا فاطمة من رضاي، وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبّني، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني.
قالا: نعم، سمعناه من رسول الله (صلى الله عليه وآله).
قالت: فإنّي أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني، وما أرضيتماني، ولئن لقيت النبي (صلى الله عليه وآله) لأشكونكما إليه.
فقال أبو بكر: أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة، ثمّ انتحب أبو بكر يبكي، حتى كادت نفسه أن تزهق، وهي تقول: والله، لأدعون الله عليك في كلّ صلاة أصليها.
ثمّ خرج باكياً فاجتمع إليه الناس، فقال لهم: يبيت كلّ رجل معانقاً حليلته، مسروراً بأهله، وتركتموني وما أنا فيه، لا حاجة لي في بيعتكم، أقيلوني بيعتي ...
قال: فلم يبايع علي كرّم الله وجهه حتى ماتت فاطمة (عليها السلام)، ولم تمكث بعد أبيها إلا خمساً وسبعين ليلة.
قال الطبرسي: أنّ فاطمة (عليها السلام) دخلت المسجد وطافت بقبر أبيها وهي تقول:
قد كان بعدك أنباء وهنبثة ** لو كانت شاهدها لم تكثر الخطب
إنّّا فقدناك فقد الأرض وابلها ** واختلَّ قومك فاشهدهم ولا تغب
قد كان جبريل بالآيات يؤنسنا ** فغاب عنا فكلّ الخير محتجب
وكنت بدراً ونوراً يُستضاء به ** عليك ينزل من ذي العزَّة الكتب
تجهَّمتنا رجالٌ واستخف بنا ** إذ غبت عنا فنحن اليوم نغتصب
فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت ** منا العيون بتهمال لها سكب











اللهم أحينا حياة الزهراء (عليها السلام)، وأمتنا ممات الزهراء (عليها السلام)، واحشرنا مع الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها بحق محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين

نسألكم الدعاء






التوقيع

بسم الله الرحمن الرحيم

الَلهّمّ صَلّ عَلَىَ محمد وآل مُحَّمدْ الَطَيبيِن الطَاهرين الأشْرَافْ وَعجَّل فَرَجَهُم ياَكَرِيمَ..
السلام عليكَ سَيدي ومَوْلاي يا بَقـِيةَ اللهِ في أَرْضِهِ وَرَحْمَةُ الله وبركاته.

فأُطالبكَ يا الهي أن ترزقني شهادةً مُطَهِّرَةً أنا اخترتُها لنفسي كفارةً عن ذنبي، شهادةً قلّ نظيرُها يتفتتُ فيها جسدي و تنال كل جارِحة من جوارحي ما تستحقُّه من القصاصِ و العقوبةِ و بعدها يا ربِّ يصبحُ حتماً أن تسكنني بجِوارِكَ و جِوارِ أولِيائكَ

كن مع الله يكن الله معك

  رد مع اقتباس