بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف و عجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
📌الذكر والحذف من روائع البيان القرآني.
-القرآن الكريم يحذف حرفاً من بعض ألفاظه في موضع،ويذكره في موضع آخر.
وكلّ ذلك إنما يكون لحكمة يقتضيها السياق. فقد يحذف القرآن حرفاً ليدلّ على أن الحدث الذي يدلّ عليه الفعل أقلّ،بينما يذكر هذا الحرف في نفس الفعل في موضع آخر ليدلّ على أن الحدث أكثر،أو أن زمنه أطول.
-مثال من سورة الكهف في قصة الخضر مع النبي موسى (ع):
1-(قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ*تَسْتَطِع*عَّلَيْهِ صَبْراً*)
2-(وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ*يَبْلُغَا أشدهما وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ*تَسْطِع*عَّلَيْهِ صَبْراً )
#لاحظ:
في الأولى (تستطع) وفي الثانية (تسطع)!
⚠فما الحكمة إذن من وجود التاء في فعل (تستطع) في المرة الأولى،وحذفها في فعل (تسطع) في المرة الثانية، مع أن الفعل واحد في المرتين ؟؟
📌الفرق بين (تستطع) و (تسطع) :
-في المرة الأولى (تستطع) لأن موسى (ع) شاهد ثلاثة أفعال مثيرة للخضر،وقد وقع في حيرة وهو يحاول تفسيرها،وكأنّه صار في همّ نفسي وشعوري ثقيل،وصار في شوق كبير لمعرفة حقيقة وحكمة تلك الأفعال الثلاثة المثيرة.
>>>*وقد راعى القرآن المعجز هذا الثقل النفسي الذي عاشه موسى (ع) فأوجد التاء في فعل (تستطع)،ليتناسب ثقل الهمّ النفسي عند موسى.
-وحذف التاء في (تسطع) في المرة الثانية أدّى إلى تخفيف الفعل،وهو يناسب التخفيف في مشاعر موسى( ع)، وزوال الهمّ والثقل الذي يفكّر فيه .
>>>*فقد بيّن له الخضر حكمة أفعاله الثلاثة المثيرة،وذكر له حقيقتها،فاطمأنّ موسى وشعر بانشراح صدر. فحذفت التاء لتخفف الهم الذي كان يشعر به موسى (ع).
المصدر : قناة يتدبّرون
نسأل الله تعالى أن يوفقكم لكل خير ببركة و سداد أهل البيت عليهم السلام
( يا علي يا علي يا علي (23))