عرض مشاركة واحدة
قديم 09-20-2014, 02:15 PM   رقم المشاركة : 1
أنوار الإمام الحجة
مرشدة سير وسلوك
 
الصورة الرمزية أنوار الإمام الحجة








أنوار الإمام الحجة غير متواجد حالياً

افتراضي الاستعاذة بالله سبحانه وتعالى وطلب معونته

الاستعاذة بالله سبحانه وتعالى وطلب معونته

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الاشراف وعجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال الله تعالى : ( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖإِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) الاعراف: 200

1-تفسير الآيه:

النزغ دخول في أمر لأجل إفساده، قال: من بعد أن نزغ الشيطان بيني و بين إخوتي.
انتهى، و قيل: هو الإزعاج و الإغراء و أكثر ما يكون حال الغضب، و قيل: هو من الشيطان أدنى الوسوسة، و المعاني متقاربة، و أقربها من الآية هو الأوسط لمناسبته الآية السابقة الآمرة بالإعراض عن الجاهلين فإن مماستهم الإنسان بالجهالة نوع مداخلة من الشيطان لإثارة الغضب، و سوقه إلى جهالة مثله.
فيرجع معنى الآية إلى أنه لو نزغ الشيطان بأعمالهم المبنية على الجهالة و إساءتهم إليك ليسوقك بذلك إلى الغضب و الانتقام فاستعذ بالله إنه سميع عليم، و الآية مع ذلك عامة خوطب بها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و قصد بها أمته لعصمته.
قوله تعالى: «إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون» نحو تعليل للأمر في الآية السابقة و الطائف من الشيطان هو الذي يطوف حول القلب ليلقي إليه الوسوسة أو وسوسته التي تطوف حول القلب لتقع فيه و تستقر عليه، و «من» بيانية على الأول، و نشوئية على الثاني، و مآل المعنيين مع ذلك واحد، و التذكر تفكر من الإنسان في أمور لتهديه إلى نتيجة مغفول عنها أو مجهولة قبله.
و الآية بمنزلة التعليل للأمر بالاستعاذة في الآية السابقة، و المعنى استعذ بالله عند نزغة الشيطان فإن هذا طريق المتقين فهم إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا أن الله هو ربهم الذي يملكهم و يربيهم يرجع إليه أمرهم فارجعوا إليه الأمر فكفاهم مئونته، و دفع عنهم كيده، ورفع عنهم حجاب الغفلة فإذا هم مبصرون غير مضروب على أبصارهم بحجاب الغفلة. 1

2-ما ترشد إليه الآيه:

ترشدنا الآيه وغيرها من الآيات الكريمة في القرآن إلى أهمية الاستعاذه بالله سبحانه وتعالى وطلب معونته في حياة المؤمن فهو فقير بتمام الكلمة إلى المعونة والتسديد الآلهي بكل أشكاله طول حياته ذلك إن الشيطان لا ينفك عن المؤمن في حرف مسيرته زل قدمه وإلقاء وساوسه ومكائده

ولا تختص فائدة الاستعاذه وطلب المعونه بالمجال المذكور بل يمكن الانتفاع بها في مجالات آخرى كدفع شر حسد الحاسدين وسحر الساحرين
قال الله تعالى في سورة الفلق:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ *)

ويجدر الالتفات إلى ما يلي:
1-إن المقصود من الاستعاذه وطلب المعونه ليس ذلك على مستوى اللسان فقط بل ينبغي أن يكون بالقلب قبل أن يكونا باللسان ولابد أن يشعر المؤمن في أعماق نفسه بحاجته إلى الله سبحانه في معونته واللوذ به وانه لولا ذلك صار طعمه لمكائد الشيطان

2-أن مكائد الشيطان لا تنحصر في نقطة معينة بل كل الصفات الرذيلة هي منه فلابد من طلب النجاة من الكبر والعجب والحرص وطول الامل وحب الذات والغروربل لابد أن يلوذ المؤمن بالله سبحانه من كيد المشككين وأصحاب الاقلام المنحرفة ووسائل الاعلام المشوشة

3-على المؤمن أن لا يطلب ذلك لنفسه بل ولجميع أفراد عائلته (وَاجْنُبْنِيوَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ)

4-على المؤمن مهما عظمت منزلته ومكانته أن لا يتكل على نفسه فإن ذلك الغرور بل إن حاجته إلى المعونه الالهية تعود أكبر وأقوى آنذاك 2


المصدر:


1- كتاب الميزان في تفسير القرآن


2الآداب والاخلاق الاسلامية الشيخ باقر الايرواني






التوقيع

لقد خلق الله نور النبي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم كأول نور كما جاء في الاحاديث الشريفة) ففي كشف الخفاء:1/265(أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر ) وخلق أنوار أهل البيت عليهم السلام وقرب هذه الانوار إليه قربة خاصة لا يستطيع أي من كان الوصول إليها وجعلها أشباح تسبح حول عرشه ومن حبه لهذه الانوار أفاض بها على الوجود فخلقت جميع الكائنات من الانس والجن والحيوانات والنباتات والسماوات والارضون والافلاك ولقد ميز الله الانسان ببركتهم عليهم السلام على جميع المخلوقات الاخرى .لقد أكرم الانسان من ذكر وأنثى أجل إكرام وجعل وجوده وإرتباطه بهم أساس التقرب إليه ولا يتم تكامله إلا بهم عليهم السلام..
ونالت المرأة درجة مرموقة وقد منحت مميزات تجلت مع بزوغ الاسلام المحمدي الاصيل والعلوي الجليل بعدما أضاعتها أمم الاحقاب السابقة هذه المميزات تجلت برسم طريقة السعادة لها السعادة الاخروية ولم يميز بينها وبين الرجل فلقد جعل في كل منهما قابلية متساوية للوصله والوصول إلى الله بمعيار التقوى رغم اختلاف التكوين الخلْقي بينهما ، ثم الفوز بجنة عرضها السماوات والارض أعدت للمتقين.

  رد مع اقتباس