بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ترك اعانة المسلمين
و عدم الاهتمام بامورهم. فان من يعادى غيره او يحاسده يترك اعانته و لا يهتم باموره، و ربما كان ذلك من نتائج الكسالة بها، او ضعف النفس او البخل. و بالجملة: لا ريب فى كونه من رذائل الصفات، و دليلا على ضعف الايمان. و ما ورد في ذمه من الاخبار كثير، قال الباقر عليه السلام:
«من بخل بمعونة اخيه المسلم و القيام له في حاجة، الا ابتلى بالقيام بمعونة من ياثم عليه و لا يؤجر» . و قال الصادق-عليه السلام-: «ايما رجل من شيعتنا اتاه رجل من اخوانه، فاستعان به في حاجة فلم يعنه، و هو يقدر، الا ابتلاه الله تعالى بان يقضي حوائج عدة من اعدائنا، يعذبه الله عليها يوم القيامة» . و قال-عليه السلام-: «ايما مؤمن منع مؤمنا شيئا مما يحتاج اليه و هو يقدر عليه من عنده او من عند غيره، اقامه الله عز و جل يوم القيامة مسودا وجهه، مزرقة عيناه، مغلولة يداه الى عنقه فيقال: هذا الخائن الذى خان الله و رسوله، ثم يؤمر به الى النار» و قال -عليه السلام-: «من كانت له دار، فاحتاج مؤمن الى سكناها، فمنعه اياها، قال الله تعالى: يا ملائكتي، ابخل عبدى على عبدى بسكنى الدنيا؟ و عزتى و جلالي! لا يسكن جناتى ابدا» . و قال-عليه السلام-لنفر عنده: «مالكم تستخفون بنا؟ » ، فقام اليه رجل من اهل خراسان، فقال: معاذ لوجه الله ان نستخف بك او بشيء من امرك! فقال:
«انك احد من استخف بي» ، فقال: معاذ لوجه الله ان استخف بك فقال له: «ويحك! ا لم تسمع فلانا، و نحن بقرب الجحفة، و هو يقول لك: احملني قدر ميل، فقد و الله اعبيت. و الله ما رفعتبه راسا، لقد استخففتبه. و من استخف بمؤمن فبنا استخف، وضيع حرمة الله عز و جل (4) . و قال عليه السلام: «من اتاه اخوه في حاجة يقدر على قضائها فلم يقضها له، سلط الله عليه شجاعا ينهش ابهامه فى قبره الى يوم القيامة مغفورا له او معذبا» . و قال ابو الحسن عليه السلام:
«من قصد اليه رجل من اخوانه مستجيرا به في بعض احواله، فلم يجره بعد ان يقدر عليه، فقد قطع ولاية الله عز و جل» . و قال رسول الله صلى الله عليه و آله: «من اصبح لايهتم بامور المسلمين فليس بمسلم» .
و قال صلى الله عليه و آله: «من اصبح لا يهتم بامور المسلمين فليس منهم و من سمع رجلا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم» (5) .
.................................................. ......
4) صححنا هذا الحديثبالخصوص على (الوسائل) : كتاب الحج، باب تحريم الاستخفاف و هو يرويه عن (الكافي) .
5) صححنا الاحاديث هنا على (اصول الكافي) : باب من استعان اخوه به فلم يعنه، و باب قضاء حاجة المؤمن، و باب من منع مؤمنا شيئا من عنده، و باب الاهتمام بامور المسلمين.
مقتطفات من كتاب جامع السعادات للنراقي ج2