عرض مشاركة واحدة
قديم 12-27-2014, 03:59 PM   رقم المشاركة : 1
المهدي طاووس أهل الجنة
مـراقـبة أولـى ( شؤون إدارية )







المهدي طاووس أهل الجنة غير متواجد حالياً

افتراضي مجاري التفكر في المخلوقات 1

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


(مجاري التفكر في المخلوقات)

الموجودات باسرها مجارى التفكر و مطارح النظر، اذ كل ما في الوجود سوى واجب الوجود فهو من رشحات وجوده و آثاره فيضه وجوده، و كل موجود و مخلوق من جوهر او عرض مجرد او مادى، فلكى او عنصرى، بسيط او مركب فعل الله و صنعه، و ما من ذرة من ذرات العالم الا و فيها ضروب من عجائب حكمته و غرائب عظمته، بحيث لو تشمر عقلاء الاقطار و حكماء الامصار مدى الاعصار لاستنباطها، انقضت اعمارهم دون الوقوف على عشر عشيرها و قليل من كثيرها.



ثم ان الموجودات المخلوقة منقسمة الى ما لا يعرف اصله فلا يمكننا التفكر فيه، و الى ما يعرف اصله و مجمله من دون معرفة تفاصيله فيمكننا التفكر في تفصيله لتزداد لنا معرفة و بصيرة بخالقه.

و هو الى ما لا يدرك بحس البصر و يسمى ب (الملكوت) ، كالملائكة و الجن و الشياطين و عوالم العقول و النفوس المجردة، و لها اجناس و طبقات لا يحيط بها الا موجدها، و الى ما يدرك به، و له اجناس ثلاثة: عالم السماوات المشاهدة بكواكبها و نجومها و دورانها في طلوعها و غروبها، و عالم الارض المحسوسة ببحارها و جبالها و وهادها و تلالها و معادنها و انهارها و نباتها و اشجارها و حيوانها و جمادها، و عالم الجو المدرك بسحبه و غيومه و امطاره و ثلوجه و شهبه و بروقه و رياحه و رعوده، و كل من هذه الاجناس الثلاثة ينقسم الى انواع، و يتشعب كل نوع الى اقسام و اصناف غير متناهية، مختلفة في الصفات و الهيئات، و اللوازم و الآثار و الخواص، و المعاني الظاهرة و الباطنة، و ليس شى‏ء منها الا و موجده هو الله سبحانه، و في وجوده و حركته و سكونه حكم و مصالح لا تحصى.





و كل ذلك مجارى التفكر و التدبر لتحصيل المعرفة و البصيرة بخالقها الحكيم و موجدها القيوم العليم، اذ كلها شواهد عدل و بينات صدق على وحدانيته و حكمته و كمال كبريائه و عظمته، فمن قدم قدم حقيقته، و دار عالم الوجود و فتح عين بصيرته، و شاهد مملكة ربه الودود، لظهر له في كل ذرة من ذرات الخلق عجائب حكمة و غرائب قدرة، بهر منها عقله و وهمه، و حسر دونها لبه و فهمه.



مقتطفات من كتاب جامع السعادات للنراقي ج1


وفقكم المولى لكل خير ببركة وسداد محمد وآل محمد عليهم السلام







  رد مع اقتباس