الموضوع: ضيوف الرحمـن
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-14-2013, 04:02 PM   رقم المشاركة : 1
يا أمير البررة
مرشدة روحية
 
الصورة الرمزية يا أمير البررة








يا أمير البررة غير متواجد حالياً

افتراضي ضيوف الرحمـن

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم يا كريم
السلام عليك سيدي ومولاي يا بقية الله في أرضهِ ورحمة الله وبركاته


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جاء في الحديث عن أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام): (الحاجّ والمعتمر وفد الله، وحق الله أن يكرم وفده ويحبوه بالمغفرة). (1)
أيّها الحاج: لكي تكون من (ضيوف الرحمن) المقرّبين، ولكي تحظى بالكرامة في هذه الوفادة الربّانية، ولكي ترججع من هذه الرحلة المباركة مغفورًا ذنبك، مبرورًا عملك، مشكورًا سعيك، فحاول أن تحقّق الأمور التالية:


الأمر الأول: فرّغ ذمتك من جميع الحقوق المالية التي عليك:

قبل أن تتحرك في هذه الرحلة الربّانيّة فرّغ ذمتك من جميع الحقوق الماليّة التي عليك:
حقوق الله تعالى (الخمس والزكاة).
حقوق النّاس (الديون التي في ذمتك إذا كانت حالّة وأصحابها يطالبون بها).


الأمر الثّاني: انهاء المهاجرة والمقاطعة والخلافات مع اخوانك:

إذا كنت تعيش مهاجرةً أو مقاطعةً أو خلافًا مع أحد من أخوتك المؤمنين فحاول بكلِّ صدقٍ أن تنهي ذلك فقد جاء في كثير من الرّوايات أن الأعمال لا تقبل مع (التقاطع والهجران) وأنّ الأخوين المؤمنين المتهاجرين يستوجبان اللعنة والبراءة من الله تعالى.


الأمر الثّالث: طهّر قلبك وروحك من كلّ التلوثات والأدران:

فضيوف الرّحمن يحملون قلوبًا نقيّة، وأرواحًا نظيفة، فليس مؤهلًا لهذه الضِّيافة الربّانيّة من يعيش الحقد والحسد والضغينة والبغضاء والشحناء، والغش والمكر والدجل والنفاق.


الأمر الرَّابع: طهّر بطنك من الحرام:

فإذا أردت - أيّها الحاج – أن تشملك فيوضات الله ورحماته في هذه الرحلة الربّانيّة فاحذر كل الحذر أن تأكل حرامًا أو مشتبهًا بالحرام حتى ينفتح قلبك على الله، وتنشط روحك في طاعة الله، وتحظى بالإجابة والقبول.


الأمر الخامس: اجتنب كلّ المعاصي والذنوب:
فارتكاب المعاصي والذّنوب:
أ- يخلق لديك جفافًا روحيًّا قاتلًا، فلا تحسّ بلذة العبادة، ولا تنشط في الطاعات، وتصاب بالاختناق والاسترخاء.
روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (ما جفّت الدموع إلا لقسوة القلوب، وما قست القلوب إلا لكثرة الذّنوب) (2).
وعنه (عليه السلام): (كيف يجد لذة العبادة من لا يصوم عن الهوى؟!) (3).
وروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: (إنّ الرجل ليذنب الذنب فيحرم صلاة الليل، وإنّ عمل السيء أسرع في صاحبه من السكين في اللحم) (4).
ب- ويمنع عملك من القبول: {إنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقِينَ} (5).
ج- ويحرق طاعاتك وحسناتك:
روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إنّ الغيبة تأكل الحسنات كما تأكل النّار الحطب) (6).
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إنّ قومًا يجيئون يوم القيامة ولهم من الحسنات أمثال الجبال، فيجعلها الله هباءً منثورا، ثم يؤمر بهم إلى النّار، فقال سلمان: صفهم لنا يا رسول الله، فقال (صلى الله عليه وآله): أما أنهم قد كانوا يصومون ويصلون، ويأخذون أهبة من الليل، ولكنهم كانوا إذا عرض لهم شيء من الحرام وثبوا عليه) (7).

الأمر السادس: الاشتغال بالطاعات:
حاول – أيّها الحاجّ – أن تستثمر أوقاتك في هذه الرحلة استثمارًا جادًّا، وحذار حذار أن يضيع وقتك في النّوم، والاسترخاء، والجلسات الفارغة، والتجوال في الأسواق، والمجادلات العقيمة، فالحجّ موسم ربّاني مبارك، فمغبون كلّ الغبن من فرّط في الاستفادة من هذا الموسم، فاشغل أوقاتك بالعبادات والطاعات بكلِّ ما للعبادة والطاعة من معنى.
فمن العبادة أن تصلّي وتدعو الله وتكثر من الذّكر، وتلاوة القرآن، والطواف، والزيارة، ومن العبادة أن تقضي حاجات المؤمنين، ومن العبادة أن تخدم الحجّاج، ومن العبادة أن تمارس الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن تمارس الارشاد والتوجيه، ومن العبادة أن تعين الفقراء والمحتاجين.


المصادر:

(1) الحراني: تحف العقول، فيما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، آدابه لأصحابه، ص123. / الوافد: الوارد القادم. ويحبوه أيّ يعطيه، من حباه بكذا أيّ أعطاه إياه بلا جزاء.
(2) الصّدوق: علل الشرائع، باب 74 – علة جفاف الدموع، وقسوة القلوب، ونسيان الذّنوبن ص81/ح1.
(3) النوري: مستدرك الوسائل 12/115، باب تحريم اتباع الهوى.
(4) البرقي: المحاسن: 1/115، 56 عقاب الذنب، ح119.
(5) سورة المائدة : 27.
(6) النوري: مستدرك الوسائل 2/107، باب تحريم اغتياب المؤمن نقلًا عن الشيخ المفيد في الروضة وفيه "الحلفاء" مكان "الحطب" ح42.
(7) النوري: مستدرك الوسائل 11/280، باب وجوب اجتناب المحارم، ح16.


* ارشادات روحيّة للحجّاج والزائرين .. سماحة السيد عبد الله الغريفي *


وفقكم الله لكل خير ببركة وسداد أهل البيت عليهم السلام







التوقيع

إنَّ الشمس إنما تدخل البيوت بقدر ما للبيت من نوافذ وبقدر رفع الموانع، فكذلك نور الإمام أرواح العالمين له الفداء، ينتفع به الناس بقدر ما يطهرون قلوبهم لتلقي ذلك النور المبارك..
ما رواه الشيخ في غيبته وكمال الدين عن الفتى الذي لقي الإمام عند باب الكعبة..
قال عليه السلام: مالذي تريد يا أبا الحسن ؟
قال: الإمام محجوب عن العالم..
قال عليه السلام: ما هو محجوب عنكم،
لكن حجبته سوء أعمالكم.
بحار الأنوار: 53\321 .


لو كان الهدف هو نيل رضا الله تعالى، الذي لا يحدّه حد، ولا تتناهى عظمته ورضوانه وقدرته وحكمته، سيكون الهدف منعشاً للحركة، ومفجّراً للطاقة، وباعثاً على الحماسة، ومشيداً لبيت الهمّة، وميزة هذا الهدف: إنّ الإقتراب من بلوغه يشكّل تحفيزاً إضافياً لما يلمسه المقترب ويستشعره من لذة حسيّة لا توازيها لذة.
جاء أحدهم مسترشداً إلى أحد العلماء، يسأله: إنني مهما أمارس من رياضة روحية لا أحصل على نتيجة، فكان يجيب عليه:
إنك عملت من أجل النتيجة، هذه المدرسة ليست مدرسة النتيجة، وإنما هي مدرسة المحبّة ومدرسة طلب الله.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اَللّـهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ
صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِه في هذِهِ السَّاعَةِ
وَفي كُلِّ ساعَة وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً
وَدَليلاً وَعَيْنا حَتّى تُسْكِنَهُ اَرْضَكَ طَوْعاً
وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً. برحمتكَ يا
أرْحَمَ الرَّاحِمين.


  رد مع اقتباس