[وديعة المصطفى]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآله الاطهار وعجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حفظكم الله من كل شر وسوء

تتجدد هذه الايام ذكرى عاشوراء والمصائب الأليمة التي صاحبتها
ونحن على أعتاب الطف وعاشوراء ومصائب أهل البيت نأمل أن تتجدد معها القلوب والنفوس والأرواح
نأمل أن تترك هذه المناسبة بصمة مميزة في نفوسنا تبقى معنا إلى المناسبة القادمة
فلتكن عاشوراءنا لهذه السنة مميزة ومختلفة عن كل السنوات الماضية بالسمو بروحانيتنا ونورانيتنا وإبقائها شعلة متوهجة إلى عاشوراء من العام القادم

تأتي ثمار عاشوراء ما بعد عاشوراء
نراقب فيها أنفسنا أخلاقياتنا تصرفاتنا معاملتنا قربنا من الله عز وجل صلاح حالنا
فإن كانت سنتنا مميزة وعاشوراؤنا مميزة نلحظ تغير في كل تلك الأوجه أو بعضها
وإن بقي كل شيء على حاله ولم نلحظ أي تغير ملموس معناها أننا لم نقطف ثمار عاشوراء لهذا العام
الحسين عليه السلام لا يريد منّا فقط البكاء والتأثّر الحسين عليه السلام يريد منّا التغير والإصلاح بدءاً من النفس وصولاً إلى المجتمع
حيث بهذا الإصلاح يكون التمهيد لظهور الولي الحجة ابن الحسن عجّل الله تعالى فرجه الشريف

إن قتل الحسين عليه السلام وقتل أهل بيته لم يكن إلا من أجل الإصلاح ، ذاك الإصلاح الذي طلبه سيد الشهداء عليه السلام عند خروجه، وهو طلب الإصلاح في أمة جده المصطفى صلى الله عليه وآله ..
فمن أراد تغيير نفسه وواقعه ومجتمعه ، فعاشوراء من أكبر الفرص للتغيير حيث الارتباط بذلك الإمام العظيم الذي ذُبح من أجل الإصلاح ..

إن أهل البيت عليهم السلام هم أطباء النفوس والأرواح، فبإمكاننا أن نزور عيادتهم، وعيادة الحسين عليه السلام أكبر فهو كما تعبر الروايات أنه كلنا سفن نجاة وسفينة الحسين أسرع..
فليكن ذهابنا إلى المآتم ومواكب العزاء بقصد الشفاء من أمراض القلوب والأرواح من أجل اصلاح النفوس والسمو بها

فمن منكم سيقطف الثمار لهذا الموسم، وما ألذها وأروعها من ثمار حين تكون من بستان الحسين عليه السلام

ليكن شعارنا في هذه الليالي:
" لبيك داعي الله إن لم يجبك بدني عند استغاثتك ولساني عند استنصارك فقد أجابك قلبي وسمعي وبصري ورأسي وهواي"
لبيك يا حسين ..