بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النصيحة :
قد عرفت ان ضد الحقد و الحسد (النصيحة) ، و هي ارادة بقاء نعمة الله للمسلمين، و كراهة وصول الشر اليهم. و قد تطلق في الاخبار على ارشادهم الى ما فيه مصلحتهم و غبطتهم، و هو لازم للمعنى الاول.
______________________________
اعلم ان من احب الخير و النعمة للمسلمين كان شريكا في الخير، بمعنى انه في الثواب كالمنعم و فاعل الخير.
و قد ثبت من الاخبار، ان من لم يدرك درجة الاخيار بصالحات الاعمال، و لكنه احبهم، يكون يوم القيامة محشورا معهم، كما ورد: «ان المرء يحشر مع من احب» .
و قال رجل بحضرة النبي-بعد ما ذكرت الساعة-: «ما اعددت لها من كثير صلاة و لا صيام، الا انى احب الله و رسوله. فقال-صلى الله عليه و آله-انت مع من احببت» ،
و روى: «انه قيل له صلى الله عليه و آله: الرجل يحب المصلين و لا يصلى، و يحب الصوام و لا يصوم -حتى عد اشياء-فقال: هو مع من احب» .
و الاخبار الواردة في مدح خصوص النصيحة و ذم تركها، و في ثواب ترك الحسد و عظم فوائده، اكثر من ان تحصى.
روي عن ابي عبد الله عليه السلام قال: «قال رسول الله-صلى الله عليه و آله-: ان اعظم الناس منزلة عند الله يوم القيامة امشاهم في ارضه بالنصيحة لخلقه» .
وروي عن ابي جعفر عليه السلام قال: «قال رسول الله صلى الله عليه و آله: لينصح الرجل منكم اخاه كنصيحته لنفسه» .
و روي عن الإمام الصادق عليه السلام: «يجب للمؤمن على المؤمن النصيحة له في المشهد و المغيب» .
و روي عنه عليه السلام: «عليك بالنصح لله في خلقه، فلن تلقاه بعمل افضل منه».
و روي عن ابي عبد الله عليه السلام قال: «قال رسول الله-صلى الله عليه و آله-: من سعى في حاجة لاخيه فلم ينصحه، فقد خان الله و رسوله»
و روى: «ان موسى-عليه السلام-لما تعجل الى ربه، راى في ظل العرش رجلا، فغبطه بمكانه، و قال: ان هذا لكريم على ربه. فسال ربه ان يخبر باسمه فلم يخبره باسمه، و قال: احدثك عن عمله: كان لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله، و كان لا يعق و الديه، و لا يمشى بالنميمة» .
و غاية النصيحة، ان يحب لاخيه ما يحب لنفسه، قال رسول الله -صلى الله عليه و آله-: «المؤمن يحب للمؤمن ما يحب لنفسه» .
وروي عن رسول الله صلى الله عليه و آله: «لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه» .
و روي عن رسول الله صلى الله عليه و آله: «ان احدكم مرآة اخيه، فاذا راى به شيئا فليمط عنه هذا» .
مقتطفات من كتاب جامع السعادات للنراقي ج2..