عرض مشاركة واحدة
قديم 05-24-2012, 05:01 AM   رقم المشاركة : 3
عقيلة أبا الفضل
مرشدة سابقة
 
الصورة الرمزية عقيلة أبا الفضل








عقيلة أبا الفضل غير متواجد حالياً

افتراضي رد: توصيات سماحة آية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني بخصوص شهر رجب و ليلة الرغائب

معنى الحديث (رجب شهر الله ..)

شهر رجب هو شهر الفناء في الله، هو شهر الله. قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: (رجَبُ شَهرُ اللهِ و شَعبَانُ شَهرِي و رَمَضَانُ شَهرُ أمّتِي)، رجب شهر الله، شعبان شهري و المقصود من ذلك الولایة و رمضان شهر أمتي، شهر عموم أمّتي. أي یتحقّق في شهر رمضان ارتباط خاص بین النفوس و بین الله تعالی بحیث یصدق علیه أنّه شهر الأمّة. لكن رجب هو شهر الله، و أن یكون رجب شهر الله یعني حصول حالة خاصة فیه بحیث لا یستفید منها إلّا أهل الله، لا غیرهم؛ استفادة الآخرین ضعیفة، أهل الله هم الذین یُمكنهم فهم و إدراك هذا الشهر؛ یعني أنّ جذبات المقام الربوبي و التوحیدي و بوارق التوحید التي یتقلّب فیها السالك فتقطع تعلّقه بحمیع الأشیاء و توجّه نظره نحو حقیقة التوحید فقط و تخلّصه من جمیع تلك المفرِّقات و الفروع و التشعّبات و التعلّقات و الارتباطات، كلّها تحصل في شهر رجب. و حتّی شهر رمضان لا یقوم بهذا العمل؛ شهر رمضان هو شهر الرحمة، شهر البركة، شهر الانشراح، شهر الغفران، و الله تعالی یغفر فیه كلّ شيء. أمّا ذلك العمل البنیوي و الأساسي فهو لشهر رجب. السالك لا یهمّه غفران الذنوب، فغفران الذنوب هو أوّل شيء نتوقعه من الأئمة و الشفعاء و ذلك بأن یأتوا و یشفعوا لنا. ما ینفع السالك لیست هي حالة الانبساط و ما شابهها، لیست هي حالة البهجة، و هذا لا یعني أنّها أمور سیّئة، بل هي جیّدة كما أنّها لیست في متناول كلّ أحد، لا تتوهموا ذلك، لكن ما یهمّ السالك الحقیقي الذكي الذي یرید أن يتخلّى عن كل شيء في سبیل الله و أن یغضّ الطرف عن كل شيء و یأتي إلی حرمه أشعثَ أغبر عاري الرأس و حافي القدمین؛ فلا یكون هناك معنی لمغفرة الذنوب و الانشراح و البهجة و غیرها، إنّ ما یطلبه هو نار تشعل وجوده و تحیله إلی رماد، هذا هو الأمر الذي یهمّ السالك و هو متحقّق في شهر رجب، و لهذا یُسمّی رجب بشهر الله.


تأثير العلاقات الاجتماعية في نفس السالك

إنّ أوّل شيء كان یأمر به السيّد العلّامة رضوان الله عليه لكي یستعدّ الإنسان لشهر رجب هو تشديد المراقبة، فعلی السالك أن یزید في مراقبته، یزید في سكوته، ویكتفي في ارتباطه بالنّاس بالحدّ الأقلّ من التواصل و المعاشرة، فلا یتحدّث مع كلّ شخص كیفما كان ، فنفوس العُصَاة تترك أثرها علی الإنسان عند الارتباط بها، كلّ شيء یترك أثره الخاص سواء رغبت في ذلك أم لم ترغب. فالذهاب إلی كلّ مكان و الالتقاء بكل شخص كیفما اتفق أمرٌ غیر صحیح. و علی العكس من ذلك، فإنّ زیارة المرضی و عیادتهم و قضاء حوائجهم تسرّع من سیر الإنسان، صلة الرحم تسرّع ذلك، إذا أصلح الإنسان النزاع الموجود بین شخصین فإنّ لذلك أثرٌ عجیب جداً. كان رضوان الله عليه یقول ولمرّات عدیدة : إنّ السعي في إصلاح ذات البین؛ یمكن أن يفتح بعض الأبواب الموصدة في وجه الإنسان. إنّ لإصلاح ذات البین أثراً عجیباً جداً، إصلاح ذات البین یعني: أن یطرد الإنسان الشیطان الموجود بین شخصین ویُحلّ الله تعالی محله، هذا هو معنی إصلاح ذات البین.







التوقيع

قال رسول الله صلّى الله عليه و آله ..
مَن كانَ يُحِبُّ أن يَعلَمَ مَنزِلَتَهُ عِندَ اللهِ فَليَنظُر كَيفَ مَنزِلَةُ اللهِ عِندَهُ ؛
فَإِنَّ اللهَ يُنزِلُ العَبدَ مِنهُ حَيثُ أنزَلَهُ مِن نَفسِهِ
  رد مع اقتباس