عرض مشاركة واحدة
قديم 10-21-2010, 04:15 PM   رقم المشاركة : 2
قريرةٌ بروح الزهراء
مـراقـبة سابقة
 
الصورة الرمزية قريرةٌ بروح الزهراء








قريرةٌ بروح الزهراء غير متواجد حالياً

افتراضي رد: استفسار عن سورة البقره

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الاشراف وعجل فرجهم ياكريم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اختنا الفاضله :

بارك الله فيكم عزيزتي وحفظكم الرحمن من كل سوء .

مما قرأت في تفسير القرآن من كتاب الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل .

فضيلة هذه السّورة:
وردت في فضيلة هذه السّورة نصوص عديدة في المصادر الاسلامية، منها: روي عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أنَّهُ سُئِلَ أَيُّ سُوَرِ الْقُرآنِ أفْضَلُ؟ قالَ: «الْبَقَرَةُ» قيلَ: أَيُّ آيَةِ الْبَقَرَةِ أفْضَلُ؟ قالَ: «آيَةُ الْكُرْسِيِّ»(1).

أفضلية هذه السور تعود على ما يبدو إلى جامعيتها، وأفضلية آية الكرسي تعود إلى محتواها التوحيدي، وسيأتي ذكر ذلك في تفسيرها بإذن الله. وهذا لا يتنافى مع أفضلية سور اُخرى من جهات اُخرى. وروى علي بن الحسين(عليهما السلام) عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أنَّهُ قالَ:

قَالَ رَسُولُ الله(صلى الله عليه وآله وسلم): «مَنْ قَرَأَ أرْبَعَ آيات مِنْ أوَّلِ الْبَقَرَةِ، وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ، وَآيَتَيْنِ بَعْدَها، وَثَلاثَ آيات مِنْ آخِرِها، لَمْ يَرَ في نَفْسِهِ وَمالِهِ شَيْئاً يَكْرَهُهُ وَلا يَقْرُبُهُ الشَّيْطانُ، وَلا يَنْسى الْقُرْآن»(2).

من اللازم هنا أنْ نعيد التأكيد على هذه الحقيقة، وهي إنّ ما ذكر من ثواب وفضيلة وجزاء لتلاوة بعض السور والآيات الخاصة، لا يعني ـ إطلاقاً ـ قراءتها بشكل أوراد، ولا الإِكتفاء بترديد ألفاظها، بل التلاوة للفهم، والفهم من أجل التفكير، والتفكير لغرض العمل. ومن الملاحظ أنّ كل فضيلة ذكرت لآية أو سورة إنما تتناسب كثيراً مع محتوى السّورة والآية.

ففي فضيلة سورة النور ذكر أنّ من يواظب على قراءتها يصونه الله وأولاده

1 و 2 ـ نور الثقلين، ج 1، ص 26. ومجمع البيان، ج 1، ص 32.

[67]
من (الزنا) وذلك لأن محتوى هذه السّورة يتضمن تعاليم في حقل مكافحة الإنحرافات الجنسية، مثل حث العزاب على الزواج، والأمر بالحجاب وغضّ الأبصار عما يثير الشهوة، والتحذير من إشاعة الفاحشة والقذف، وكذلك الأمر بإجراء الحد الشرعي على الزاني والزانية.

ومن الطبيعي أن محتوى هذه السّورة ـ إن دخل حيّز التنفيذ ـ يصون المجتمع والأُسرة من الزنا. وهكذا الآيات المذكورة من سورة البقرة، ستكون لها تلك الفضائل حتماً إن قرأها الإِنسان بامعان وتشبّعت نفسه بمحتواها، خاصة وأنّها جميعاً تدور حول محور التوحيد والإيمان بالغيب ومعرفة الله، والحذر من وساوس الشيطان.

صحيح أنّ قراءة القرآن عمل مثاب عليه في أي حال من الأحوال، لكن الثواب الأساس يترتب على التلاوة المقرونة بالتفكير والعمل.
*****
والمداومة على قراءة القرآن الكريم بتفكير وتدبر متعمق ينتج عنها الأثر الكبير في حياة الإنسان وليس قراءة من غير تدبر . وهذا الأثر الممتد إلى مدى بعيد .

والشكر والحمد لله رب العالمين

وفقكم الله لكل خير ببركة وسداد أهل البيت عليهم السلام

وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم ياكريم







التوقيع

( واحمدوا الذي لعظمته ونوره.. يبتغي مَن في السماوات والأرض إليه الوسيلة
ونحن وسيلته في خَلْقه، ونحن خاصّته ومحلّ قُدسه، ونحن حُجّتُه في غيبه، ونحن ورثة أنبيائه )

* روي عن سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام

**********

  رد مع اقتباس