بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم يا كريم
(2)
صرت ألملم شتات ضياعي في كل صباح فتعود لتتناثر مساءا كأوراق الخريف المتبعثرة في كل مكان.. لكن هذا المساء له لون آخر، عبير جذاب.. سلب لبي ونسيت طقوس الليالي الظلماء..
يحكي لي بهمس أترى البنفسج الذي ملأ عطره أرجاء المكان انصت لقصة حبه فهو دليلك وستعيي رموزه الغريبه بيسر فقط جمل باطنك ونواياك بالصفاء..
ويتلو (( وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت و ربت وأنبتت من كل زوج بهيج )) ..
فكان ندائه كالماء العذب انساب برفق ولطف و يمرر بكفه على كل خلاياي "باسم صاحب هذا الحب استيقظي" فرُدت الروح مذهولة بانعكاس أنوار مشعة كل نور يتصل مع الاخر والأصل نبع واحد تتدفق منه بانسياب..
فتشرنقت حول نفسي علي أعي هذه الأسرار أذرف الدمع طويلا فالروح تحن بشوق وترجو التوفيق للوصال و التطهر من هذه الأدران..
فجاء لطفك كالنسيم لامس القلب وطمئنه "التفت وابصر لن تكون وحيداً توجه بصدق لبارئ النسمات"..
فصرت أتخفى ليلاً واتبع هذه الومضات حتى أدركت ان نورك قد شمل جميع الاركان كل زهرة تتفتح وهي تسبح لك بأجمل الاذكار و حتى حبات الرمال تنبض تردد اسمك يا مبدع الأكوان..
لم تعد للروح قدرة على الجفاء فجميل لطفك لا ينكره سوى الأشقياء.. فأرشدني بحق ذاك النبع وشعاع نوره الدفاق..
فتقدم خيال رحمتك نحوي مكللاً يزهو كحبات اللؤلؤ البراق.. ومرر كفه أمام ناظري فكشف لي عن بوابة نوارنية قال ان صاحب السفينة يأخذ العشاق بيده إلى تلك الجنة بأمان..
وناولني صندوقاً خشبياً ما ان فتحته حتى حُمِلت إلى أرض واسعة يقف بجواري خيلاً مسرجاً.. فجاء النداء ان كنت تريد القرب حقاً فتنكر برداءك وانشر النور الذي أودع في قلبك واصبر على عظيم البلاء فليكن صاحب حمرة السماء قائدك ونجمك الذي يتلألأ وتوسل به ان اشتدت بك الخطوب وتذكر ما مر على أسياد الزمان..
وها أنا ذا قد عزمت على ان اطوي المسافات وأتصدى لكل مانع يبعدني عن لقياك.. فجاءت على لساني آية من محكم كتابك القرآن لنداء موسى عليه السلام (( هارون أخي اشدد به ازري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً انك كنت بنا بصيراً )) فعلمت ان خير من أصحبه من يعينني على ذكرك وروحه مرآة لأخلاق وسيرة السادات الأطهار ومن نسجت خلايا قلبه بذكر أنوار النبع الفياض..
باسم الله ابدأ مسيري وسأذكر نداءك ماحييت في هذه الدار " ان اشتدت بك الخطوب فاحتضن تلك التربة التي تعفر بها خيرة الشهداء وارفع خطابك بقلب كسير وعين يترقرق بها الدمع وكن متيقناً انك محاط بعنايتهم والسداد وانثر همومك وارفع رأسك بعد حين بقلب مطمئن و روح ترفرف لخدمة العباد "..
وفقكم الله لكل خير ببركة وسداد محمد واله الطاهرين عليهم السلام