عرض مشاركة واحدة
قديم 12-24-2010, 08:06 PM   رقم المشاركة : 37
نورٌ من روح الزهراء (ع)
مرشدة سابقة








نورٌ من روح الزهراء (ع) غير متواجد حالياً

افتراضي رد: انظروا بنور الله...

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجّل فرجهم يا كريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سبحان من وهب الإنسان اسباب الهدى ، سبحان من أنعم علينا بنعمة العقل والسمع و البصر ، سبحان الجواد الكريم ذو العرش المجيد .

غصت في أعماق إبحاركم ، فتركت الساحل و عزمت على الغوص معكم في بحار التفكر والتأمل في خلق الله وبديع صنعه ، هنا احب ان ابين انه مايجب علينا التفكر به بشكل اكبر من التفكر بالمخلوقات هو الاعجاز الرباني في كتابه الشريف فلقد قال الحق تعالى داعيا عباده المؤمنين في التفكر والتدبر في محكم كتابه ناهيا اياهم عن الاعراض في هذه التأملات { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا } ، و لا يمكن لعاقل تجاهل التأمل والتفكر في القبر و اهواله ويوم القيامة وعرصاتها فهو خير تفكر وتدبر وتأمل بل إحدى المحطات المهمة التي نصل إليها بعد التفكر بمخلوقات الله جلَّ وعلا وهذا يتضح من خلال انتهاء كل آية في القرآن الكريم بها دعوة للتفكر بمخلوقات الله بالتخويف والتحذير من اهوال ذاك اليوم وهذا يتضح لنا جليا من قوله تعالى {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } و {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ } و قال أمير المؤمنين عليه السلام { رحم الله امرأً أعد لنفسه ، واستعد لرمسه ، وعلم من أين ؟وفي أين ؟ والى أين ؟} ومن الواضح هنا ان التفكر في يوم القيامه والقبر مميت للشهوات والاهواء ، موصل إلى رقة القلب و توجه كيان بني آدم نحو خالقه وسيده تبارك وتعالى .

وفي المقام هذا يجب علينا ان لا نحصر التفكر في جانب ونهمله في جانب آخر ، فإن التفكر بكل شيء مباح هو محيي للقلب و منشط للعقل ومحفز للروح على الطاعة والعبادة ، فهناك تدبر في المخلوقات وتدبر في كلام الله وتدبر وتأمل في الادعيه و في حتى الطاعات والعبادت اليوميه .

قال الرسول الكريم صلى الله عليه وآله { يا أبا ذر ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة والقلب ساه }
وقال الإمام الحسن عليه السلام { التفكر حياة قلب البصير }
وقال الإمام الرضا عليه السلام { ليس العبادة كثرة الصلاة والصوم وإنما العبادة التفكر في أمر الله عز وجل }
وقال أمير المؤمنين عليه السلام { التفكر في ملكوت السموات والأرض عبادة المخلصين }
و قال النبي الكريم صلى الله عليه وآله { تفكر ساعة خير من عبادة سبعين سنة }
وعن الإمام الصادق عليه السلام { أفضل العبادة إدمان التفكر في الله وفي قدرته }
وفي حديث آخر { تفكر ساعة خير من قيام ليلة }

يقول الإمام الخميني رضوان الله عليه في بيان فضيلة التفكر { اعلم أن للتفكر فضائل كثيرة فالتفكر هو مفتاح أبواب المعارف وخزائن الكمالات والعلوم وهو مقدمة لازمة وحتمية للسلوك الإنساني وله في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة تعظيم بليغ وتمجيد كامل كما أن تاركه معيّر ومذموم } .

ارجو أن اكون قد وفقت لإفادتكم والحمدلله حمدا كثيرا لا تحصي له الخلائق عددا ، واقدم لصاحبة الموضوع الأخت الكريمة "كوكب دري" وافر الشكر والتقدير لهذه اللفتة الهامة والكلمات الثمينة .







  رد مع اقتباس