عرض مشاركة واحدة
قديم 03-25-2014, 07:29 PM   رقم المشاركة : 1
أنوار الإمام الحجة
مرشدة سير وسلوك
 
الصورة الرمزية أنوار الإمام الحجة








أنوار الإمام الحجة غير متواجد حالياً

افتراضي دراسة تحليلية لآية من سورة التغابن

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الاشراف وعجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دراسة تحليلية لآية من سورة التغابن

لنضرب لذلك من القرآن الكريم ، قال تعالى: (وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) التغابن : 16
هذه الآية تتضمن ثلاث نقاط:
الآولى: أن الشح مغروس في النفس والنفس البشرية تنوي على هذه الحألة ونقيضها بشكل متكافىء قال تعالى:( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا )الشمس 7-8
فالفجور والتقوى كلاهما مغروسان في النفس البشرية حاصلان فيها
الثانية: أن حألة الشح حألة كامنة في نفس الانسان بالقوة بمعنى الاستعداد للشح كما أودع الله تعالى في نفس الانسان استعداداً للعطاء وآية سورة التغابن واضحة في هذا المعنى إذ قال تعالى: (وَمَن يُوقَ) والوقاية من المرض تختلف عن علاجه ومكافحته فإن العلاج والمكافحة لمواجهة حألة مرضية قائمة وأما الوقاية فللمنع والحيلولة دون حصولها
إذن فالتكليف بالوقاية يتضمن معنى نفسياً ودقيقاً وهو أن حألات الشح والفجور كامنة في نفس الانسان بالقوة وليس حاصلة بالفعل فإن أخذ الانسان بأسباب الوقاية منها قضى عليها وإذا لم يأخذ بأسباب الوقاية تبدأ هذه الحألات بالظهور والنمو
الثالثة: أن الانسان لا يستطيع أن يحقق ويفعل في نفسه القيم والمواهب والفضائل التي أودعها الله تعالى في نفسه إلا عبر تجاوز هذه النقاط السلبية فلا يستطيع حألة العطاء إلا إذا تغلب على حألة الشح في نفسه ويقي نفسه منها ولا يستطيع أن يفعل حألة الكظم في نفسه إلا إذا تغلب على حألة الغضب والانفعال ولا يستطيع أن يفعل فيه حألة الشجاعة إلا إذا تغلب في نفسه على الخوف والجبن وهكذا لا يتمكن الانسان أن يفعل في نفسه ما أودع الله تعالى فيه من القيم والمواهب إلا بالتغلب على النقاط النقيضة لها والكامنة في نفسه بالوقاية منها.
والآية من سورة التغابن واضحة في هذه النقطة ايضاً فإن الله تعالى يقول : (وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
فالفلاح لا يتحقق في حياة الانسان إلا عبر تجاوز الشح والوقاية منه
العقبات:
إن النقاط الكامنة في نفس الانسان هي العقبات التي تحول بين الانسان وبين العروج إلى الله ولا يتم لإنسان إحراز هذه القيم والمواهب الا لهية وتفعليها في نفسه من دون أن يقي الانسان نفسه من هذه النقاط التي يعبر عنها القرآن بالفجور ولا يستطيع أن ينال التقوى إلا إذا تجاوز الفجور والهوى فهي إذن عقبه: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ) البلد: 12
ولكل قيمة وموهبة وفضيلة أودعها الله تعالى في النفس عقبة خاصة بها وبناء على ذلك فالعلم قيمة وعقبته الجهل والرأفة والرحمة قيمة وفضيلة وعقبتها الغلظة والرقة فضيلة وعقبتها القسوة والكظم فضيلة وقيمة وعقبته الغضب والانفعال والحلم فضيلة وعقبته الطيش والحب قيمة وفضيلة وعقبه النفور والبغضاء والعفو قيمة وفضيلة وعقبته حب الانتقام والجود والعطاء قيمة وفضيلة وعقبته الشح والبخل والتوحيد قيمة كبرى في حياة الانسان وعقبته الشرك واليقين قيمة وعقبته الشك والتواضع قيمة وعقبته الاثره وحب الذات وما لم يتجاوز الانسان هذه العقبات لا يتسطيع أن يفعل ويحقق في نفسه تلك القيم والمواهب والفضائل.

المصدر: في رحاب القرآن لمحمد مهدي الآصفي






التوقيع

لقد خلق الله نور النبي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم كأول نور كما جاء في الاحاديث الشريفة) ففي كشف الخفاء:1/265(أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر ) وخلق أنوار أهل البيت عليهم السلام وقرب هذه الانوار إليه قربة خاصة لا يستطيع أي من كان الوصول إليها وجعلها أشباح تسبح حول عرشه ومن حبه لهذه الانوار أفاض بها على الوجود فخلقت جميع الكائنات من الانس والجن والحيوانات والنباتات والسماوات والارضون والافلاك ولقد ميز الله الانسان ببركتهم عليهم السلام على جميع المخلوقات الاخرى .لقد أكرم الانسان من ذكر وأنثى أجل إكرام وجعل وجوده وإرتباطه بهم أساس التقرب إليه ولا يتم تكامله إلا بهم عليهم السلام..
ونالت المرأة درجة مرموقة وقد منحت مميزات تجلت مع بزوغ الاسلام المحمدي الاصيل والعلوي الجليل بعدما أضاعتها أمم الاحقاب السابقة هذه المميزات تجلت برسم طريقة السعادة لها السعادة الاخروية ولم يميز بينها وبين الرجل فلقد جعل في كل منهما قابلية متساوية للوصله والوصول إلى الله بمعيار التقوى رغم اختلاف التكوين الخلْقي بينهما ، ثم الفوز بجنة عرضها السماوات والارض أعدت للمتقين.

  رد مع اقتباس