[يـوسُـف الـزّهـراء]

بـــــــسم الله الرحمٰن الرحيم

اللهم صلِّ على برزخ الفيض بين الوجوب والإمكان
وعلى آله الأنوار السارية في قوالب الزمان والمكان


ينبغي لجميع عُشّاق مولانا أنيس النفوس الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام زيارة قبر هذا الخادم الجليل، «عبدالسلام بن صالح الهَرَوِي» الملقب بأبي الصَّلْت الهروي، أو «خاجة أبا الصّلت» كما يقلبه أهالي إيران، وكان أبا الصلت {الخادم الخاص} والمقرَّب والملازم للإمام الرضا عليه السلام، وهو الذي روى لنا حادثة استشهاد الإمام عليه السلام بالسّم على يد المأمون العباسي عليه لعائن الله!، وبعد استشهاد الإمام بقي أبا الصّلت متخفِياً عن أنظار الظالمين من الدولة العباسية، حتى وافاه الأجل في أطراف مدينة مشهد، ويقع قبره الآن على بعد 10 أو 14 كيلومتر تقريباً إلى جنوب شرق مدينة مشهد المقدسة، على الطريق القديم بين مشهد وفريمان:



وبعد زيارتي لهذا الخادم الجليل وأثناء تأمُّلي عند قبره رضوان الله عليه قلتُ مُخاطِباً روحه الشريفة: «هنيئاً لكَ تلك الخدمة لمولانا الرِّضا عليه السلام! اشفع لي عند مولانا ليكتبني في سِجِل خُدّامه!» فأتاني وارِدٌ قلبي بالتفاؤل بالمصحف الشريف لبيان حال تلك الحضرة المقدسة.. ((خصوصاً مع وجود آراء متضاربة ومختلفة للعلماء بشأن كون أبا الصلت من الشيعة أم من مجرّد العوام المحبين لأهل البيت؟)).. فأتاني الجواب كالتالي:



«مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا، لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيما، وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزا»
فسلامٌ على من صدق في ما عاهد الله عليه من خدمة مولانا الرضا حتى قضى على أناه في خدمة مولاه وهو وافٍ بعهده ولم يُبَدِّل تبديلا،! فكفاهُ اللهُ قِتال جنود الجهل من شياطين الغضب والشهوة والوهم الداخلية وشياطين الطواغيت الخارجية، نتيجةً للجذبات الرَّضوِيّة الرؤوفة!.. فالكواكب تدور حول الشموس بلا جُهْدٍ إن دخلت في مسالِكِ مدارِها واقتفت أنوار آثارها.،! نسأل الله ان يجعلنا وإياكم كوكباً زاهراً دائراً بمدار الفلك الدوّار لحضرة مولانا شمس الشموس عليه السلام.

.