عرض مشاركة واحدة
قديم 07-15-2016, 12:46 AM   رقم المشاركة : 1
أنوار الإمام الحجة
مرشدة سير وسلوك
 
الصورة الرمزية أنوار الإمام الحجة








أنوار الإمام الحجة غير متواجد حالياً

افتراضي نداءات التوبة والإعلام في القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الاشراف وعجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولاً: تعريف الإعلام:
الإعلام لغة: كلمة إعلام في اللغة مصدر من أعلم يعلم وأخبر يخبر أي أخبر بخبر معين ، فتداول الناس للأخبار والأحداث اليومية فيما بينهم يندرج تحت هذا المفهوم اللغوي لكلمة الإعلام ، فتناقلهم للأخبار يسمى إعلاما في اصطلاحات اللغة العربية ، وفي الحديث: "بلغوا عني ولو آية"، أي أوصلوها غيركم وأعلموا الآخرين، وأيضا: "فليبلغ الشاهد الغائب" أي فليعلم الشاهد الغائب، ويقال: أمر الله بلغ أي بالغ، وذلك من قوله تعالى: (إن الله بالغ أمره) .
الإعلام اصطلاحاً: وهو "نشر المعلومات بعد جمعها وإنتقائها "
كل نقل للمعلومات والمعارف والثقافات الفكرية والسلوكية، بطريقة معينة، خلال أدوات ووسائل الإعلام والنشر، الظاهرة والمعنوية، ذات الشخصية الحقيقية أو الاعتبارية، بقصد التأثير.
صور من الإعلام : الاعلام في القرآن الكريم
الإعلام في القرآن الكريم: لم تر البشرية وسيلة إعلام تحلت بالعصمة، وتخلصت من الوصمة كما رأت في القرآن العظيم، ولا عجب فهو كلام رب العالمين، العاصم من الزيغ والضلال المنزه عن النسيان والنقصان ، وجعل الله سبحانه القرآن دستوراً وإماماً لرسوله الأعظم ( صل الله عليه وآله ) والمؤمنين ورسم له طريق دعوته، وزوَّده بكل ما يحتاج إليه في مسيرته وتبرز أمامنا هذه السمات الإعلامية في القرآن والتي أوردها في النقاط التالية:
1- تحديد مهمة الرسل جميعاً، وهي القيام بالبيان والبلاغ :
قال سبحانه وتعالى : { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} 1 فكانت وظيفة الرسل البلاغ عن الله ، وإعلام الخلق بما ينفعهم في دينهم ودنياهم .
2- التزام الرسل بأداء الرسالة الإعلامية الربانية كما هي بدون زيادة أو نقصان:
قال الله تعالى في محكم كتابه : }يَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } 2 وهكذا جميع الرسل لا يأتون بشيء من عند نفوسهم بل يؤدون ما حُمِّلوا من الأمانة ويبلغون ما أُرسلوا به فكانت دعوة الرسل أوثق الدعوات عبر تاريخ البشرية مصدراً، وأداءً، تحققت فيها كل عوامل النجاح الإعلامي، مع اكتمال عناصر المنظومة الإعلامية بمعناها المتعارف عليه عند الإعلاميين الآن وهي:
1- المرسِل: وهو الله سبحانه.
2- المرسَل إليه: وهم الناس الذين يستقبلون الرسالة.
3- الرسالة: وهي الوحي المتمثل في آيات القرآن.

ثانياً : القرآن من أعظم الوسائل الإعلامية:
فهو المعجرة الباقية ، فمنذ إن خلق الله سبحانه الخلق، فلم يتركهم هملا، أو يدعهم سدى، بل أرسل إليهم الرسل معلمين وموجهين، وأنزل عليهم الكتب وجعل لكل رسول آية عظمى على مثلها يؤمن البشر، فالناقة لصالح، وجعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم، والعصا والآيات الكبرى لموسى، والطب لعيسى عليهم جميعاً أفضل الصلوات والتسليم. وكانت معجزة الرسول الأعظم (صل الله عليه وآله) قرآناً يتلى إلى يوم الدين ، ولقد تحدى الله به الثقلين من الجن والانس ، قال الله تعالى في محكم كتابه :} قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} 3
ثالثاً : الإعلام القرآني إعلام شامل يحرك ويؤثر في جميع المجالات:
واسمع الإعلام الإلهي يتعامل مع النفوس البشرية قلباً وقالباً، يكشف أمراضها، ويُشَخِّصُ لها الدواء، ويبذل لها سبل الوقاية ، ولذا نجد آيات القرآن متتابعة تعلم وترشد وتقي وتعالج.
فهذه الآية ومثيلاتها إعلام رباني بصلاحية النفوس البشرية وقابليتها لسلوك أحد السبيلين الخير أو الشر مع بيان أن سبيل فلاحها في تزكية نفوسها وتطييبها، وإلا كانت العاقبة خيبة وخسرانا ولا يقتصر هذا الإعلام على جانب تربية النفوس فقط بل يحيط بجميع الجوانب الأخرى ومنها الحث على التوبة نذكر منها:
1- قوله تعالى {:قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} 4
2- قوله تعالى : { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} 5
3- قوله تعالى: {وتوبوا إلى الله جميعًا أيُّه المؤمنون لعلكم تفلحون} 6




-----------------------------
1- المائدة : 67
2- المائدة : 3
3- الاسراء : 88
4- الزمر: 53
5- التحريم : 8
6- النور: 31







التوقيع

لقد خلق الله نور النبي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم كأول نور كما جاء في الاحاديث الشريفة) ففي كشف الخفاء:1/265(أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر ) وخلق أنوار أهل البيت عليهم السلام وقرب هذه الانوار إليه قربة خاصة لا يستطيع أي من كان الوصول إليها وجعلها أشباح تسبح حول عرشه ومن حبه لهذه الانوار أفاض بها على الوجود فخلقت جميع الكائنات من الانس والجن والحيوانات والنباتات والسماوات والارضون والافلاك ولقد ميز الله الانسان ببركتهم عليهم السلام على جميع المخلوقات الاخرى .لقد أكرم الانسان من ذكر وأنثى أجل إكرام وجعل وجوده وإرتباطه بهم أساس التقرب إليه ولا يتم تكامله إلا بهم عليهم السلام..
ونالت المرأة درجة مرموقة وقد منحت مميزات تجلت مع بزوغ الاسلام المحمدي الاصيل والعلوي الجليل بعدما أضاعتها أمم الاحقاب السابقة هذه المميزات تجلت برسم طريقة السعادة لها السعادة الاخروية ولم يميز بينها وبين الرجل فلقد جعل في كل منهما قابلية متساوية للوصله والوصول إلى الله بمعيار التقوى رغم اختلاف التكوين الخلْقي بينهما ، ثم الفوز بجنة عرضها السماوات والارض أعدت للمتقين.

  رد مع اقتباس