بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الاشراف وعجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ﺇﻥ مسألة اصلاح القلب والنفس مسألة ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍلأﻫﻤﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ آثار دنيوية وأخروية، لذا شدد ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ووردت ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍلأحاديث ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻋﻦ رسولنا الأعظم (ﺻلى ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭسلم) ﻭﺃﻫﻞ بيته ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﻭﻓﻲ بحوث وكتابات ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﻓﺎﺿﻞ، ﻭﻣن هنا ﻓﻼﺑﺪ ﺃﻥ يقف هذا الإنسان وقفة جادة أمام هذه النفس ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻛﺮﻣﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ سبحانه وتعالى ﻣﻦ ﺩﻭﻥ المخلوقات ، ﻭيبادر ﺇﻟﻰ ﻋﻼﺝ أمراضها ﻭحمايتها كما يبادر ﺇﻟﻰ ﻋﻼﺝ بدنه عندما يشعر بأدنى وعكة صحية لنراه ينتقل ﻣﻦ طبيب ﺇﻟﻰ طبيب ﻭﻣﻦ ﺩﻭﺍﺀ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﺍﺀ ﻭﻻﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ينام ﻗﺮﻳﺮ ﺍﻟﻌﻴﻦ مطمئن ﺍﻟﺴﺮﻳﺮﺓ ﻣﺎﺩﺍﻡ سيقيم يعاني من مشكلة . ﻓﺎﻟﻌﻨﺎية ﺑالجوانب الروحية وعلل القلب المعنوية أهم ﻣﻦ العناية من البدن ، فالبدن يفنى ﻭترجع النفس إلى ربها . وهذا لا ينافي ﺃﻫﻤﻴﺔ العناية بالبدن فهو مطية ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭبه ترتقي نحو ﻣﺪﺍﺭﺝ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻭتتطلع ﺇﻟﻰ رضا ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻫﻞ البيت عليهم ﺴﻼﻡ الله ﺇﺫﺍ ما استخدمه ﻓﻲ ﺍﻟخير.
ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ إتباعها ﻓﻲ ﻋﻼﺝ ﺍﻻﻣﺮﺍﺽ:
1-ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻓﻼﺑﺪ ﺃﻥ يعرف الإنسان بإن هنالك مشكلة يعاني منها نقطة ﺳﻮﺩﺍﺀ تحجب القلب كالحسد الرياء ﺍﻟﻜﺮﻩ الحقد.
2- الاعتراف بالمشكلة وعدم تجاهلها.
3-البدء بالحلول المناسبة ﻭالتطبيق ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻭالنظري وسؤال أهل الخبرة والأخلاق .
- حلول مقترحة ﻟﻌﻼﺝ الأمراض الروحية :
1-التوسل بأهل البيت عليهم السلام ﻭﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻴهم والاستغاثة ، ويكون ذلك من خلال
صلاة ركعتين وقراءة دعاء التوسل الوارد في مفاتيح الجنان.
2- ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ والاستماع ﺇﻟﻴﻪ .
3- الجلوس في خلوه بينه وبين نفسه يتفكر ﻓﻲ نعم الله ﻋﻠﻴﻪ كنعمة البصر ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺮﻡ منها ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ، ونعمة ﺍﻟﺴﻤﻊ ، ونعمة الأمان ، ﺃﻱ ﺗﺬﻛﺮ النعم كافة ﻓﺈﻥ ذلك على سبيل المثال ﻣﺪﻋﺎﺓ ﻟﺰﻭﺍﻝ الحسد الذي ﻗﺪ يتولد من الشعور بالنقص ، وكذلك مرض الغيرة.
4- تكرار التهليل بقول " ﻻﺇﻟﻪ ﺇﻻﺍﻟﻠﻪ ".
5- ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻓﻲ القصص ﻭﺍﻟﻌﺒﺮ ﻭﻋﺎﻗﺒﺔ المتكبرين ﻭمصير المتكبرين ﻳﻮﻡ ﺍلقيامة ﻟﻴﺸﻜﻞ ذلك ﻟﻪ حماية ﻣﻦ هذا المرض.
6- الاستغفار والاستعاذة ؛ بقراءة سور " ﺍﻟﻌﻠﻖ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ " .
7- ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ النصائح كنصائح ﻟﻘﻤﺎﻥ عليه السلام لابنه كما وردت ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﻟﻘﻤﺎﻥ.
8-ﺍلتخلص ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻟﻐﻔﻠﺔ والتواكل فهي حجب تحول دون التعرف على العلل الروحية والمضي في علاجها .