بسم الله الرحمن الرحيم ولله الحمد

اللهم صلّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجّل فرجهم ياكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول الإمام الخميني (قدس)في كتابة الآداب المعنوية للصلاة : (وللصلاة مقام الجامعية) فهي جامعة لجميع مراتب الكمال- والمستتر فيها كلّ خير وسعادة- فإنها إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت ردّ ما سواها، فكل عمل تابع لها.

ومن أبعاد جامعيتها أنها عمود الدين وفي هذا إشارة إلى أهمية وقيمة الصلاة وانعكاسها على جميع أعمال الإنسان الأخرى من صيام أو دعاء أو حتى العلاقات التي يتعامل فيها الإنسان مع الآخرين، فإذا كانت الصلاة ناهية عن الفحشاء والمنكر، فسوف ترفع من مستوى معنوية الإنسان وحيويته ويقظته، فإذا كان مؤذياً لزوجته فليس مصلياً في الحقيقة، لأنهُ لو صلى الصلاة الناهية لما جرح الآخر ولما قذفه بكلمات لا تُليق به ولا بالآخر..
إذاً الصلاة لها مقام الجامعية ويُمكن أن تسري في كل بعد من أبعاد حياة الإنسان.
منزلتها بين العبادات:

منزلة الإنسان الكامل والإنسان الكامل تارة ننظر إليه في مظهره الصوري، وهو الذي لا ينقصه عضو، ولا يعاني من مرض، وغير ذلك. وعندما نقول: أن منزلة الصلاة منزلة الإنسان الكامل، إن نظرنا إليها في بعدها الظاهري الصوري فهي بمنزلة الإنسان الكامل في بعده الجسماني.

ومن المهمّ الإشارة إلى أن الإنسان إذا لم يعتن بهذه المنزلة الظاهرية، فكيف له أن يعتني بالمنزلة الباطنية التي تحتاج إلى مجاهدات أعظم من مجاهدات العمل بالآداب الظاهرية.
وتارة أخرى ننظر إلى منزلة الإنسان الكامل في مظهره الإلهي.. منزلة النبي الأعظم والمعصومين "ع"، الذين عبدوا الله بجميع الأسماء وجميع الصفات، وهذا هدف بحد ذاته يتطلع المؤمن للوصول إليه من خلال الصلاة، فالله عز وجل يقول في كتابه: " إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً " البقرة30، والخليفة هو المُستخلَفْ من قبله سبحانه، ولابد لخليفته أن يتصف بصفاته ويتخلق بأسمائه سبحانه، وهذه الأسماء إذا تجسدت في الإنسان وأصبح خليفة، عبرنا عنه بالإنسان الكامل، فالإنسان الكامل هو الجامع للأسماء والصفات، وكلٌ إنسان متصف بأسماء الله وصفاته بحسب قدرته، فآصف ابن برخيا كان متصفاً باسم الله القادر، ومن مظاهر قدرته أن قال لنبي الله سليمان عليه السلام " أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ " النمل40

منزلة الإسم الأعظم بل هي عينه .. عين الإسم الأعظم _ حسب تعبير الإمام الراحل_ وهذا مطلبٌ رهيبٌ لبيان مقام الصلاة!!، فيمكن للإنسان من خلال الصلاة أن يصل إلى المقامات التي يُحقق بها ثمار الإسم الأعظم وهو الإسم الشامل والجامع لكل الأسماء الإلهية.
............................
من محاضرات الشيخ عادل الشعلة في شرح كتاب (الآداب المعنوية للصلاة) للامام الخميني قدس سره
............................
الشكر للأخت الكريمة صفاء نور الزهراء على المراجعة والتدقيق