سر الغسل قبل الزيارة وعلاقته بالولاية
 

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم يا كريم


اعلم أن حقيقة الزيارة هي التشرف بمحضر الإمام عليه السلام ، ولما كان للإنسان مراتب، فأول مراتبه هو جسمه وآخر مراتبه هو إنيته وحقيقته ومابه قوام تمام مراتبه ، ولما كان طهارة الإنسان بإقامة حقيقة العبودية في تمام مراتبه بتسليم ما له إلى مولاه وصرفه في إرادته كما هو مفاد قوله تعالى : ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الإنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ ﴾ فبمقدار غفلته عن هذا المعنى واعمال هواه تزول طهارته، ولابد فى كلّ مرتبة من اعمال ما يحصل به الطهارة في تلك ؛ ولما كان قوام حقيقة العبودية بالدخول تحت ولاية آل محمد له والخروج من ولاية أعدائهم، فلابد فى مرتبة الجسم من استعمال الماء الذي هو مظهر الولاية الكلية في عالم الأجسام، الذي به قوام كلّ شيء حي؛ ولذا فسر «الماء» في قوله تعالى : (إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ معين) بالإمام عليه السلام .
عن الإمام الكاظم الله في قوله تعالى إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ﴾ قال : «إذا غاب عنكم إمامكم فمن يأتيكم بإمام جديد».

فإنه مظهر ولايته الكلية في عالم الأجسام . فأمر الله بالغسل أولاً لأنّ باستعماله الجسم في غير إرادة الله وغفلته عنه تعالى أزال طهارته؛ وإذا صب عليه الماء -الذي هو مظهر ولايته الكلية في عالم الأجسام- يطهر ظاهره.


شرح الزيارة الجامعة
السيد حسين الهمداني الدرودآبادي رحمة الله تعالى عليه