منتديات نور السادة

منتديات نور السادة (https://noor-s.site/vb/index.php)
-   قسم سؤال وجواب (مختص بالجانب الروحي العام) (https://noor-s.site/vb/forumdisplay.php?f=64)
-   -   ما معنى "من عرف نفسه عرف ربه " ؟ (https://noor-s.site/vb/showthread.php?t=8817)

اني كنت من الظالمين 04-22-2010 06:43 PM

ما معنى "من عرف نفسه عرف ربه " ؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( من عرف نفسه عرف ربه ) ما معناه ؟ وكيف يعرف الانسان نفسه ؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السيد الحيدري 04-23-2010 10:03 AM

رد: ما معنى "من عرف نفسه عرف ربه " ؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجّل فرجهم يا كريم...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخ الفاضل حفظكم الله من كل شر

عن الإمام علي ( عليه السلام ) قال : (( من عرف نفسه فقد عرف ربّه )) غرر الحكم: 7946 ، المعنى أن الإنسان لو أبصر وعرف الآيات التي تحويها نفسه لأبصر عظمة الله عز وجل .أي معرفة الله عز وجل بالضد الذي خُلقت به نفس الإنسان وذلك بمعرفة هذا المخلوق وتقلباته والتي تدل على عظمة ذلك الخالق فمثلاً أن الفناء والعجز والجهل الذي تتصف به النفس كخلق من مخلوقات الله عز وجل تدل على معرفة الله عز وجل بالوجود والقدرة والعلم ، قال تعالى في كتابه المحكم (( وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ )) [الذاريات : 21] . ولهذه المعرفة عدة أوجه كمعرفة مراتب النمو البشري من الطفولة إلى الكهولة أي من الضعف إلى الضعف . ومعرفة ما يعتري الإنسان من الأمراض وما يضعف النفس وما ينفعها ، والسقم بعد الصحة والصحة بعد السقم ، ومعرفة تقلبات المشاعر للنفس بين سرور ونفور ، وسعادة وحزن ،وبكاء وضحك . فهذه التقلبات ومعرفتها توصل العاقل إلى أن الله عز وجل قادر بحكمته وقهره وأنك مخلوق مقهور تحت قدرته .

ومن هذه المعرفة ينتقل المؤمن إلى مرحلة التجرد بعد معرفة النفس قال الإمام علي ( عليه السلام ) :- (( من عرف نفسه تجرد )) أي تجرد عن كل ما هو دنيوي بالاخلاص لله عز وجل بعد سبر أغوار النفس وحقيقتها . وتتبين المجاهدة بحديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذ دخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) رجل اسمه مجاشع، فقال: يا رسول الله ! كيف الطريق إلى معرفة الحق ؟ فقال (صلى الله عليه وآله) : معرفة النفس ، فقال: يا رسول الله ! فكيف الطريق إلى موافقة الحق ؟ قال: مخالفة النفس، فقال: يا رسول الله ! فكيف الطريق إلى رضا الحق ؟ قال: سخط النفس، فقال : يا رسول الله ! فكيف الطريق إلى وصل الحق ؟ قال: هجر النفس ، فقال: يا رسول الله ! فكيف الطريق إلى طاعة الحق ؟ قال: عصيان النفس، فقال: يا رسول الله ! فكيف الطريق إلى ذكر الحق ؟ قال: نسيان النفس، فقال: يا رسول الله ! فكيف الطريق إلى قرب الحق ؟ قال: التباعد من النفس، فقال: يا رسول الله ! فكيف الطريق إلى انس الحق ؟ قال: الوحشة من النفس، فقال: يا رسول الله ! فكيف الطريق إلى ذلك ؟ قال: الاستعانة بالحق على النفس ( بحار الأنور ).

وقال تعالى عز وجل (( وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )) [الحشر : 19] .

وفقكم الله لكل خير ببركة وسداد أهل البيت عليهم السلام

(يا علي يا علي يا علي)


الساعة الآن 08:05 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.