منتديات نور السادة

منتديات نور السادة (https://noor-s.site/vb/index.php)
-   نور أهل بيت النبوة وموضع الرسالة (عليهم السلام) (https://noor-s.site/vb/forumdisplay.php?f=11)
-   -   أفمن يهدي الى الحق أحق أن يُتّبَع (https://noor-s.site/vb/showthread.php?t=56767)

مثنى المهندس 09-11-2016 09:52 PM

أفمن يهدي الى الحق أحق أن يُتّبَع
 
في تمييز الناس ومعرفة حسن سلوكهم والتزامهم الديني والاخلاقي
ما احرانا ان نعتمد على هذه التوجيهات السديدة التي هدانا بها الله تعالى على لسان احب الخلق اليه محمد وآله الاطهار .
فتدبروا في هذا الكنز الثمين واغترفوا من معينه الصافي لانه في صميم ما نحتاجه هذه الايام .

قال الإمام السجّاد –عليه السلام:
إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديُه، وتماوت في منطقه، وتخاضع في حركاته، فرويداً لا يغرّنكم، فما أكثر من يعجزه تناول الدنيا وركوب الحرام منها، لضعف نيته ومهانته وجبن قلبه، فنصب الدين فخاً لها، فهو لا يزال يختل الناس بظاهره، فإن تمكن من حرام إقتحمه.
وإذا وجدتموه يعفّ عن المال الحرام، فرويداً لا يغرّنكم، فإنّ شهوات الخلق مختلفة، فما أكثر من ينبو ( أي يرجع ) عن المال الحرام وإن كثر، ويحمل نفسه على شوهاء قبيحة، فيأتي منها محرّمًا.
فإذا وجدتموه يعفّ عن ذلك فرويداً لا يغرّنكم حتى تنظروا ما عقده عقله،
فما أكثر من ترك ذلك أجمع ثم لا يرجع إلى عقل متين، فيكون ما يفسده بجهله أكثر مما يصلحه بعقله.
فإذا وجدتم عقله متيناً، فرويداً لا يغرّنكم حتى تنظروا أمع هواه يكون على عقله؟ أو يكون مع عقله على هواه ؟ وكيف محبته للرئاسات الباطلة وزهده فيها ؟ فإن في الناس من خسر الدنيا والآخرة، يترك الدنيا للدنيا، ويرى أن لذة الرئاسة الباطلة أفضل من لذة الأموال والنعم المباحة المحلّلة ، فيترك ذلك أجمع طلباً للرئاسة حتى إذا قيل له: ( إتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد )، فهو يخبط خبط عشواء ، يقوده أول باطل إلى أبعد غايات الخسارة، ويمده ربه بعد طلبه لما لا يقدر عليه في طغيانه، فهو يحل ما حرّم الله ويحرّم ما أحلّ الله ، لا يبالي بما فات من دينه إذا سلمت له رئاسته التي قد يتّقي من أجلها ، ( فأولئك الذين غضب الله عليهم ولعنهم وأعدّ لهم عذابا مهينًا ).
ولكن الرجل كل الرجل نِعْمَ الرجل ، هو الذي جعل هواه تبعًا لأمر الله ، وقواه مبذولة في رضا الله ، يرى الذلّ مع الحق أقرب إلى عزّ الأبد من العزّ في الباطل ، ويعلم أن قليل ما يحتمله من ضرّائها يؤديه إلى دوام النعيم في دار لا تبيد ولا تنفد، وإنّ كثير ما يلحقه من سرّائها إن اتبع هواه ، يرديه إلى عذاب لا إنقطاع له ولا يزول ، فذلكم الرجل نِعْمَ الرجل ، فبه فتمسّكوا ، وبسنّته فإقتدوا ، وإلى ربكم به فتوسّلوا ، فإنه لا تُردّ له دعوة ، ولا تخيب له طلبة.

فضة 12-15-2022 02:04 PM

رد: أفمن يهدي الى الحق أحق أن يُتّبَع
 
جزاكم الله الف خير
احسنتم


الساعة الآن 11:57 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.