منتديات نور السادة

منتديات نور السادة (https://noor-s.site/vb/index.php)
-   نور الحج والعمرة (https://noor-s.site/vb/forumdisplay.php?f=116)
-   -   رسالة توجيهية إلى حجاج بيت الله الحرام (https://noor-s.site/vb/showthread.php?t=51403)

يا أمير البررة 02-24-2015 10:09 AM

رسالة توجيهية إلى حجاج بيت الله الحرام
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجّل فرجهم يا كريم
السلام عليك سيدي ومولاي يا بقية الله في أرضه ورحمة الله وبركاته


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


من المعلوم انّ من تمام الحج الفوز بزيارة سيد رسل الله، وأشرف خليقته، النبي الاعظم(صلى الله عليه وآله)، وزيارة آله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.

وفي حديث الاسلمي عن الامام الصادق(عليه السلام)، قال: «قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) من أتى مكة حاجاً ولم يزرني إلى المدينة جفاني، ومن جفاني جفوته يوم القيامة، ومن أتاني زائراً وجبت له شفاعتي، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنّة».

وقال أمير المؤمنين(عليه السلام) ـ في حديث الاربعمائة المشهور ـ: «ألمّوا برسول الله(صلى الله عليه وآله) إذا خرجتم إلى بيت الله الحرام، فإنّ تركه جفاء، وبذلك أُمرتم، وألمّوا بالقبور التي ألزمكم الله حقها وزيارتها، واطلبوا الرزق عندها».

وفي حديث إسماعيل بن مهران عن الامام الصادق(عليه السلام) أنّه قال: «إذا حجّ أحدكم فليختم بزيارتنا، لانّ ذلك من تمام الحج».

وتلك غنيمة لا تقدر بثمن، يؤدي بها المؤمن حق رسول الله(صلى الله عليه وآله) وحق أهل بيته(عليهم السلام) ويفي بعهدهم الذي لهم في عنقه، ويؤكد به ولاءه إيّاهم.

ففي حديث الوشا سمعت الرضا(عليه السلام) يقول: «إنّ لكل إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته، وانّ من تمام الوفاء بالعهد زيارة قبورهم».

كما يتوسل إلى الله عزّوجل بهم، ويقدّمهم أمام حوائجه، فإنّهم صلوات الله عليهم أوثق له الوسائل له جلّ شأنه وأفضلها، وأوضح السبل إليه وأوصلها، ليفوز بشفاعتهم وعنايتهم وبركة مشاهدهم وولايتهم.

فعليكم أن تغتنموا الفرصة، وتؤدُّوا ذلك على أفضل وجوهه وأكملها، حسبما هو المأثور عنهم(صلوات الله عليهم) من أحكام وآداب، وتكثروا من ذلك ما استطعتم.

والله سبحانه وتعالى هو المعين لكم وعليه أجركم، كما انّه قد ورد في بعض أحاديث أهل البيت(صلوات الله عليهم) أنّ من الاغراض الشريفة للحج التعرف على آثار رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأخباره، ليُذكَر ولا يُنسى.

كما أنّ في جملة من أحاديثهم(عليهم السلام) التأكيد على التأسي بالنبي(صلى الله عليه وآله) في بعض منازله وأفعاله.

فعليكم ـ أيها الحاج ـ أن تتعمّدوا ذلك ما وجدتم إليه سبيلاً، فتزوروا المواقع التي حلّ(صلى الله عليه وآله) فيها أو مرّ بها، وتتذكروا مقاماته ومواقفه فيها، وتتمثولها في نفوسكم، وتنشدّوا لها وله(صلى الله عليه وآله) بقلوبكم، تأكيداً لحبكم له، وتثبيتاً لعلاقتكم معه، وتقويةً لروابطكم به، فهو الرؤوف بالمؤمنين، الرحيم بهم، الشافع لهم المشفّع فيهم. وجزاه الله تعالى خير ما جزى نبياً عن أُمته، وبلّغه منا تحية وسلاماً.

ويجري أهل بيته(صلوات الله عليهم) مجراه في ذلك، لانّهم منه وهو منهم، خلقوا من نوره، ونطقوا عنه. فمن أحبَّهم فقد أحبَّه، ومن أكرمهم فقد أكرمه، فلا يفوتنَّكم التعرف على آثارهم، وتذكُّر مواقفهم، وحفظ حق رسول الله(صلى الله عليه وآله) فيهم.

ونسأله تعالى أن يثبتنا وإياكم على موالاتهم، وأن يحشرنا جميعاً في زمرتهم إنَّه سميع مجيب.


قد ورد في بعض الاحاديث الشريفة أنّ من جملة فوائد الحج التفقه في الدين، ونشر المعارف الدينية في أنحاء المعمورة(1).

وهو أمر حقيق بالاهتمام في هذه الايّام، حيث تفرَّق كثير من المؤمنين في فجاج الارض وأطرافها، في مجاميع قليلة، بعيدة عن مراكز الثقافة الدينية، محاطة بالافكار الكافرة والمجتمعات المتحللة.

فهي بسبب ذلك معرّضة لخطرين:

الاول: أن تتأثر بمحيطها الذي تعيش فيه في الفكر والسلوك.

الثاني: أنّها ـ بسبب التعطش للمفاهيم الاسلامية ـ تكون معرَّضة للتفاعل مع موجة الافكار المنحرفة، التي تطلقها بعض الفئات الناطقة باسم الدين، وكأنّها أفكار تصحيحية تتناسب مع المرحلة الحاضرة، لم تطلق إلاّ بعد التمحيص ممن يهمه الاصلاح والتجديد! وهي بعدُ تمتلك من القوة الاعلامية والدعاية ما يجعلها تنتشر بسرعة نسبياً بالاضافة للافكار الاصيلة، الفقيرة ماديّاً، والتي هي محاصرة مكبوتة.

ولذا يجب على المؤمنين عامة الاهتمام بهذين الخطرين، والتحصّن ضدّهما بالتثقيف بالافكار الاصيلة المستمدة من تعاليم أهل البيت(صلوات الله عليهم)، والتي دافع عنها وحافظ عليها طول هذه المدة علماؤنا الاعلام، الذين جعلهم أئمتنا(عليهم السلام)، المرجع للمؤمنين في محنتهم الطويلة.

ولا يختص هذا الواجب بفئة معينة، بل يشترك فيه جميع المؤمنين المتمسكين بأهل البيت(عليهم السلام) السائرين على خطّهم، كلٌ بحسب قدرته وطاقته، و(لا يُكلِّف اللهُ نفساً إلاّ وُسْعها) والعون من الله تعالى(والذين جاهدُوا فينا لنهدينَّهم سُبُلَنا وانّ الله لمَعَ المحسنين).

وإنّ لموسم الحج أهمية كبرى في ذلك، فإنّ الديار المقدّسة وإن خلت من حوزات علمية دينية، إلاّ أنّه يفد عليها في هذا الموسم كثير من ذوي المقام العلمي الرفيع، فرادى أو ضمن بعثات تمثل المرجعيات والمراكز الدينية.

كما أنّه يشارك في الموسم المذكور مجاميع يحجّون من أقطار الارض، فهم يَستطيعون حمل الثقافة الدينية الاصيلة بعد أخذها من الوافدين لهذه الديار، والرجوع بها إلى مواقعهم من المعمورة، ثم نشرها بين القاطنين هناك، وتحصينهم بها.

وهكذا يكون هذا المجتمع المبارك موسماً لتداول الافكار الحقة ونشرها، وسبب خير ورحمة للمؤمنين.

ولنا في ذلك أُسوة بتجربة سابقة حدثتنا بها بعض النصوص، قام بها سيد الشهداء الامام أبو عبد الله الحسين(عليه السلام)، في مقابل التثقيف الاموي المنحرف الذي طغى على المجتمع المسلم، حتى كاد يقضي على الحق، ويضيع معالمه.

فقد حج(صلوات الله عليه) بأهل بيته ومواليه في أواخر عهد معاوية بن أبي سفيان، فجمع وجوه من بقي من المهاجرين والانصار، وجماعة ممن يعرف بالصلاح والنسك من التابعين المنتشرين في أقطار الارض ممن وفد للحج وشهد الموسم، وقام فيهم خطيباً فحمد الله وأثنى عليه وقال:

«أمّا بعد.. فإنّ هذا الطاغية قد فعل بنا وبشيعتنا ما قد علمتم، ورأيتم، وشهدتم، وإنّي أريد أن أسألكم عن شيء، فإن صدقت فصدِّقوني، وإن كذبت فكذِّبوني.

اسمعوا مقالتي، واكتبوا قولي، ثم ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم، فمن أمنتم به من الناس ووثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون من حقنا، فإنِّي أتخوف أن يدرس هذا الامر ويذهب الحق ويُغلب. والله متم نوره ولو كره الكافرون».

ثم ما ترك(عليه السلام) شيئاً مما أنزل الله تعالى فيهم من القرآن إلاّ تلاه وفسّره، ولا شيئاً مما قاله رسول الله(صلى الله عليه وآله) في أبيه وأخيه وأمّه وفي نفسه وأهل بيته(عليهم السلام)، إلاّ رواه، وفي كل ذلك يقول من شهد الحديث من الصحابة: «اللهم نعم وقد سمعنا وشهدنا»، ويقول التابعي: «اللهم قد حدّثني به من أصدقه وأئتمنه من الصحابة».

فقال(عليه السلام): «أنشدكم الله إلاّ حدَّثتم به من تثقون به وبدينه».

ثم تفرقوا على ذلك.

وكفى به(صلوات الله عليه) لنا إماماً نقتدي به في الحفاظ على الحق ونشره بين أهله، وأسوة حسنة نتبع أثره في ذلك. والله سبحانه وتعالى من وراء القصد، وهو يهدي السبيل.


يمرّ الاسلام اليوم بظروف ومحن قاسية أمام تجمع قوى الكفر والشرّ، حيث تحاول تمزيقه من الداخل بإثارة الخلافات والتناحر والعصبيات، ومحاصرته من الخارج، وصبّ النقمة عليه وعلى المسلمين، وتجاهل حقوقهم، وملاحقتهم، وانتهاك حرماتهم.

وهذا الموسم الشريف بمثابة مؤتمر عام للمسلمين يجمعهم من أطراف الارض المترامية، على اختلاف مذاهبهم، وتشعّب طرائقهم تحت راية الاسلام العظيم الذي منّ الله تعالى عليهم به، ليذكرهم بوحدتهم وينبههم من غفلتهم، وليدركوا أنّ خلافاتهم لا ينبغي أن تمنعهم من تعاونهم من أجل خدمة دينهم والحفاظ عليه ورفع كلمته، ومن أجل الاهداف المشتركة التي يسعون لها، والمحنّة الشاملة التي يعيشونها.

فعليهم أن يهوّنوا أمر تلك الخلافات، ويخفّفوا من حدّتِها، ويحتفظ كل فريق منهم بوجهة نظره لنفسه، في محاولة لتوحيد الكلمة، ورصّ الصفوف، وجمع الشمل، كما قال عزّ من قائل:(واعتصموا بحبلِ اللهِ جميعاً ولا تفَرَّقوا).

وليعتبروا بحال أعدائهم، حيث لم يمنعهم اختلاف أديانهم، وتباين أهوائهم، وتضارب مصالحم وأطماعهم من أن يتحالفوا على عدوهم المشترك، المتمثل في الاسلام والمسلمين، ويضيقوا الخناق عليهما، ويجدّوا في حربهما وملاحقتهما.

فعلى أهل التعقل والتبصر من كل فئة الاهتمام في هذا الموسم الشريف بالانفتاح على الاخرين، وتبادل الزيارات معهم، وفتح الحوار الهادئ الهادف، من أجل الاطلاع على وجهات النظر، وعلى المشاكل والمتاعب التي تعاني منها جميع الاطراف، وتداول الرأي لمعالجتها ووضع الحلول المناسبة لها، ودعم كل فريق للاخر، بما أوتي من حول وقوة، والتعاون بينهم، لافشال مخططات الاعداء، وإحباط سعيهم وردّ كيدهم، متكلين في ذلك على الله تعالى، مستمدين منه العون، والنصر، والتأييد، والتسديد.

ثم ليعلموا أنّ عزّتهم بطاعتهم لربّهم، وخيرهم في تمسكهم بدينهم، والتزام تعاليمه، والسير على الطريق الواضح الذي نهجه الله تعالى لهم.

وليعرفوا عِظمَ المسؤولية الملقاة على عواتقهم، فقد حمّلهم الله سبحانه دعوته، وألزمهم كلمته، واستحفظهم أمانته(فَمَنْ نكثَ فإنّما ينكُثُ على نفسِهِ ومَنْ أوفى بما عاهدَ عليهُ اللهَ فسيؤتيهِ أجراً عظيماً).

ولقد قال عزّ من قائل:(إنْ تنصروا اللهَ ينصركم ويُثبّت أقدامكم).

وقال:(واللهُ الغنّيُ وأنتُمُ الفقراءُ وإنْ تتولَّوا يستبدِلْ قوماً غيرَكُم ثمَّ لا يكونُوا أمثالَكُم).


تظافرت النصوص الشريفة عن أهل بيت الرحمة نبينا العظيم وأهل بيته الاكرمين عليهم أفضل الصلوات وأزكى التحيات بأنّ الحاج مغفور له وقد تقدّم جملةٌ منها.

وفي الحديث عن الامام الصادق(عليه السلام) أنّه قال: «الحاج لا يزال عليه نور الحج ما لم يلم بذنب»، وهي فرصة العمر التي قد لا تتهيّأ لكم مرة أُخرى.

فعليكم أن تعرفوا قدرها، وتؤدوا حقها وشكرها، وانظروا لانفسكم التي هي أحب الانفس إليكم، وأعزّها عليكم، وتشبّثوا بنور الله تعالى الابهى، وكرامته العظمى، حين طهّركم من ذنوبكم، وكفّر عنكم سيئاتكم، ونقّى صفحاتكم، فراقبوا أنفسكم وحاسبوها، وجدّوا في تقوى الله ورضاه، والتمسك بأحكامه وآدابه، والحذر من معصيته وانتهاك حرمته، والتعرّض لغضبه بعد رحمته، واستعيذوا به من الشيطان الرجيم، ومن مضلات الفتن، والجأوا إليه جلّ شأنه متضرعين في الاستقامة والعصمة، لتكونوا من أهل ولايته كما قال عزّ من قائل:(الذين قالوا ربّنا اللهُ ثمَّ استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون * نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدَّعون * نُزُلاً من غفور رحيم) والله سبحانه مع عبده ما كان عبده معه(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وانّ اللهَ لمع المحسنين).

وفي الختام نبتهل إلى الله جلّت آلاؤه، وعظمت نعماؤه، أن يكلاكم ويرعاكم، ويتمّ لكم مناسككم، ويتقبّل منكم، ويستجيب دعاءكم، ويعينكم في جميع أُموركم، ويرجعكم إلى بلادكم وأهاليكم سالمين غانمين، محبورين في العاجل والاجل.

كما نسأله بفضله وكرمه أن يشركنا في طاعاتكم، فإنّ من أحبّ عمل قوم كان له مثل أجرهم، وأن لا يحرمنا دعاءكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


محمد سعيد الطباطبائي الحكيم

النجف الأشرف 1420 هـ

***
(1) عن الفضل بن شاذان، عن الرضا(عليه السلام) ـ في حديث طويل ـ قال: إنّما أُمروا بالحجّ لعلَة الوفادة إلى الله عزّوجلّ وطلب الزيادة، والخروج من كلّ ما اقترف العبد تائباً مما مضى، مستأنفاً لما يستقبل، مع ما فيه من إخراج الاموال، وتعب الابدان، والاشتغال عن الاهل والولد، وحظر النفس [الانفس] عن اللذات، شاخصاً في الحرّ والبرد ثابتاً على ذلك دائماً، مع الخضوع والاستكانة والتذلّل، مع ما في ذلك لجميع الخلق من المنافع لجميع من في شرق الارض وغربها، ومن في البّر والبحر، ممّن يحجّ وممّن لم يحجّ، من بين تاجر وجالب وبائع ومشتر وكاسب ومسكين ومكار وفقير، وقضاء حوائج أهل الاطراف في المواضع الممكن لهم الاجتماع فيه، مع ما فيه من التفقّه ونقل أخبار الائمة(عليهم السلام) إلى كل صقع وناحية، كما قال عزّوجلّ: (فلولا نفرَ من كلِّ فرقة منهم طائفةٌ ليتفقّهوا في الدينِ وليُنذِروا قومَهُم إذا رَجعُوا إليهِمْ لعلَّهُم يحذَرون)(التوبة 9:122). و(ليشهدُوا منافِعَ لَهُم) (الحج 22:28).


نسأل الله لكم التوفيق ببركة وسداد أهل البيت عليهم السلام

ابو موسى 02-26-2017 10:25 AM

رد: رسالة توجيهية إلى حجاج بيت الله الحرام
 
اللهم صلي على محمد و آل محمد و عجل فرجهم و إلعن عدوهم
آجركم الله

يا علي يا علي يا علي
يا علي مدد

نهلة منصور 11-30-2018 04:59 PM

رد: رسالة توجيهية إلى حجاج بيت الله الحرام
 
اللهم صلى وسلم وبارك عليك يا حبيبى يا رسول الله وعلى ال بيتك الكرام

سفينة طوس 01-25-2019 01:00 AM

رد: رسالة توجيهية إلى حجاج بيت الله الحرام
 
اللهم صل على محمد وال محمد.
كلام جميل وفقنا جميعا إلى محبة الله ومحبة كل عمل صالح .
اسالكن الدعاء جميعا


الساعة الآن 12:27 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.